الأردن وآفاق التطوير الإداري..

بقلم الدكتور صخر عبدربه البزايعة

 
يمثل العنصر البشري احد اهم العناصر التي تستند عليها المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في تطوير أدائها التنظيمي، ومن الناحية الاكاديمية يمثل هذا العنصر راس المال الحقيقي والذي بدونه لا يمكن الوصول الى المستوى المطلوب من الأداء، وبالرغم من كثرة العوامل التي تؤثر على هذا العنصر الان الأبيات الأكاديمية عموما تكاد تجمع على أن العناصر المؤثرة في أي تنظيم اداري تتلخص في عنصرين أساسين هما القيادة والأسلوب الذي يتم به ادارة المؤسسة؛ فالبنسبة الى العنصر القيادي فلا يمكن بأي حال من الاحول تصور أي عملية إدارية او تنموية ناجحة دون وجود قائد مؤهل يتولى قيادة المؤسسة ويدفع بها الى الامام لتحقيق الأهداف التنظيمية على المستوى التنظيمي او على المستوى الإنتاجي.

أما العنصر الاخر والمتمثل بالأسلوب الذي تُدار به المؤسسة فمن المسلّم به ان المؤسسات على اختلاف أنواعها تحتاج الى أساليب حديثة في الإدارة فلم يعد مقبول أن تدار المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية بالأساليب التقليدية التي شاعت في فترة معينة، فهذه الأساليب أصبحت بحسب منظري الإدارة الحديثة من عوائق التقدم والتطور في المؤسسات بل لا بد من اعتماد أساليب أكثر تطورا تكون قادرة على الانتقال بالمؤسسات من الشق التقليدي الى مستوى أكثر تطورا لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم عموما في مجال الإدارة والتحديث الإداري.

ومن بين أكثر الأساليب التي لفتت انظار علماء الإدارة ما أصبح يطلق عليه بالمؤسسة الرشيقة؛ وهو مصطلح حديث نسبيا قوامه تعزيز أساليب اللامركزية في المؤسسة للتخلص من الروتين الإداري والبيروقراطية من جهة، وجعل المؤسسة أكثر مرونة لمواجهة متطلبات البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة والتي تمتاز بسرعة تغيرها مما يفرض على أي مؤسسة ناجحة التحول من النهج التقليدي الى النهج الرشيق.

وعلى مستوى الأردن فعلى الرغم من اعتماد التحديث والتغيير الإداري كمبدأ لا غنى عنه لتطوير العمل الإداري وعلى الرغم أيضا من المؤشرات الإيجابية الملموسة على مستوى تطوير الخدمات من حيث سرعة الإنجاز والارتقاء بجودة الخدمة المقدمة، الا انه لا تزال هناك فجوة ليست بسيطة بين الشق الأكاديمي والمتمثل بطروحات الأكاديميين حول اليات وطرائق التطوير والتحديث الإداري وبين الأداء الفعلي لأغلب المؤسسات الرسمية على وجه الخصوص ولعل سبب ذلك - فيما أتصور – إن الإنتاج الاكاديمي لا يتم توظيفه بالشكل المطلوب، فلا زالت طروحات الاكاديميين – البحوث والدراسات التي تنتجها مؤسسات التعليم العالي الأردنية- مقتصرة على الشق الجانب الاكاديمي ولا يتم تنفيذها على مستوى المؤسسات وهذا يتطلب ضرورة الاستفادة من الجانب الاكاديمي في تطوير المؤسسات وتحديث اليات عملها من أجل الموازنة بين النظرية والتطبيق مما يسهم في تحقيق أفضل النتائج.