الحكومة وتحويل العيد الى بؤس يقطع الارحام



زهير العزه 
تماما كما كان متوقعا، وفي العيد الكبير، ضحت الحكومة بتقبل التهاني، واستعاضت عنه بفتح سجل الحزن والعبوس في البيوت الاردنية ،وسيحل عيد الاضحى المبارك دون ان تعمل الحكومة على إدخال البهجة الى حياة الاردنيين ، والذين يقولون وسيقولون "عيد بأي حال عدت يا عيد"، خاصة وان البلاد ستدخل في غيبوبة حكومية تاركة وراء أيامها التعطيلية  أبناء الشعب "الذين في غالبيتهم  فقراء" يتحسرون على عيد سيأتي عليهم  ولن يفرحوا به مع اطفالهم أو عائلاتهم، ولن تعرف غالبيتهم  معنى للعيد،  وستعيش البيوت خالية من بسمتها وفرحتها....،وستكون كل نشاطات العائلات خارج الخدمة .. فلا تواصل ولا صلة لرحم بل قطع لها بسبب نقص او فقدان الاموال لدى الناس ، وكذلك لا فرحة لابناء او بنات .. تلك هي حال الاردنيين مع وزارة مالية ووزيرفي الحكومة الحالية  جعل أعياد الاردنيين منذ أن تولى الوزارة بلا فرح أو بهجة أو سعادة ... والغريب أن الرئيس بشرالخصاونة يستجيب لنصائحه كما يقول العارفون بخفايا الامور...... 
اليوم والاردني الذي كان وما زال وفيا للعرش ،ووفيا لقائد المسيرة واحتفل مبتهجا بالاعياد الوطنية .. عيد الاستقلال واليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك على العرش ،لم يكن ينتظر من الحكومة ووزيرماليتها أن يبادروه بجعل عيده أياما من الحرمان والقهر ،وهو يرى أطفاله لا يجدون ما يفرحون به من ملابس حتى لو كانت من "الباله" ، أو أن يحصلوا على عيدية نقدية حتى لو كانت مبلغا بسيطا من القروش ، فالحال الذي وصل اليه الاردني بفضل السياسات المالية المجحفة  تنتقص فيه كرامته على كافة الصعد معيشيا ومعنويا واقتصاديا، فيما كان  الواجب على الحكومة سماع أنين الناس وعذاباتهم وبؤس حالهم والعمل للحفاظ على كرامتهم ، وفي أقل الحدود الامر بصرف الرواتب قبل العيد حتى يستطيع الاب ان يرفع نظره بوجه اولاده لا ان تنكسراو تتحطم مشاعره حسرة على عجزه وقلة حيلته .
من الواضح أن الانتظار سيطول، في إنتظار إقتناع المعنيين ومنهم وزيرالمالية أن السياسات المالية التي أتبعت قد أرهقت الاردنيين ،وجعلتهم يتجهون من فقر "مدقع" الى فقر "مقبر"، وحولت غالبية الشعب الى شعب غاضب على مؤسسات دولته ، التي أصبح يشك أنها تعمل لصالحه نتيجة لما اقترفه بحقها من يدعون أنهم مسؤولون عنها وعن الناس! 
قال أحد الفلاسفة " إن الخطيئةَ الكبرى هي خطيئةُ الإمعان في تَكرارِ الخِيارات الخاطئة التي تؤجلُ مواجهة الحقيقة ونتائجِها ولا تُلغيها، وعلى هذه القاعدة فأن المتابع لحالنا وأحوالنا يرى أن صناع القرارات في مؤسساتنا الرسمية يمعنون في كل يوم بإتجاه الخيارات الخاطئة ، ما لا يعطي الوطن والمواطن الفرصة للاصلاح والخروج من أزمات الملفات المتراكمة ومن ثم التقاط الانفاس قبل طلوع الروح ، وعلى هذا فلا بد من طريق للخلاص من الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي يتخبط بها الوطن ، ما يخرج الوطن من أزماته التي تسببت بها الحكومات المتعاقبة ، ولا تجعل الانسان الاردني يعيش في كل مراحل حياته مأزوما محتاجا ينتظر بفارغ الصبرأية " طاقة"  فرج تخلصه من هواة التحكم بحياته وحياة أسرته .... 
 الاردنيون اليوم لسان حالهم يقول:عيد بأية حال عدت يا عيد ، بما مضى أم بأمر فيك تجديد... ونحن نقول يا دولة الرئيس إن قطع الارحام من الكبائر .. وعيد الاضحى فرصة لصلة الارحام فلتوعز بالافراج عن رواتب الموظفين ليتم التواصل بين الناس ... وانا اعتقد جازما  انك لها  فافعلها يا رجل.... يتبع