الملك يبدد الهواجس ومسؤولون ينشرون القلق

زهير العزه 
بدد جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب اليوبيل الفضي المخاوف والهواجس من وجود الاردن وعيش الاردنيين في جغرافيا قلقلة وعلى فالق زلزالي يحتمل الثوران في أية لحظة كما كان وما زال عليه وضع المنطقة منذ أن تمت هزيمة الدولة العثمانية وتقسيم تركتها بين محور الحلفاء، ومن ثم تركيب دول بينها من المشاكل والصراعات ما انزل الله بها من سلطان فهي ما أن تنتهي من مرحلة حتى تدخل في مرحلة اخرى بفضل المستعمر وما اراد من التقسيمات لتبقى المنطقة ضعيفة وتحت سيطرته ، ولكن الاخطرهو زرع الكيان النازي الصهيوني على أرض فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني، وما يجري اليوم من عدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية هو إستمرار للعدوانية الصهيو نازية وهو نتاج وجود الكيان على الارض الفلسطينية .
 واذا كان جلالة الملك قد عبر بنا الربع الاول من مسيرته فجعل الاردن يتجاوز المحن الهوجاء وامتحانات الوجود ومحن الصراعات المحيطة بالبلاد الى بر الامان ، فقد اخذ ايضا الاردن الى مرحلة بناء الدولة الحديثة التي أرادها كتعبيرعن رؤية واضحة لماهية الشعب الذي أصبح بغالبيته من الشباب متجاوزا بحرفية  النطاسي البارع  ما انتجته الازمات  في الاقليم وفي الجوار العربي المحيط بالاردن من قلق الإسقاط ، خصوصا في سنوات ما عرف بالربيع العربي  .
اليوم ونحن نسير خلف جلالة الملك الذي رعى الجيش وأجهزتنا الامنية ونفاخر مع جلالته بما فعلته وتفعله كل هذه المؤسسات من أجل حماية الوطن والمواطن وإبعاد البلاد عن أية  محاولات لزعزت الامن والاستقرار، فأنه من حقنا أن نسأل عن أسباب فشل الاجهزة المدنية من تحقيق نفس النجاحات او حتى أقل منها ، بالرغم من وجود نجاحات بسيطة في بعض  الاحيان ..؟!
    
ومن هنا ولان التوجه هو نحو إنتاج حكومات حزبية فإنه من حقنا ان نسأل ، هل نحتاج الى عقلية جديدة في إدارة هذه المؤسسات المدنية  ؟ اعتقد أن الاجابة يجب ان تكون بالايجاب، وذلك لأن استمرار التعيينات حتى ولو كانت من الاحزاب ومن خلال هذا  النهج وعلى الاسس المتبعة حاليا سيعني استمرار الكارثة..!  كما أننا نطرح أسئلة أخرى ذات صلة من حيث لماذا لا يتم الذهاب الى الاخذ بالنموذج العسكري في قيادة المؤسسات المدنية ؟  وهل نحتاج الى قيادات سياسية ممن لها باع بالعمل السياسي لتكون في الموقع الاول في مناصب الوزارة؟ 
لقد اثبتت التجربة أن نهج التوليفات الوزارية القائم على المحاصصة والجهوية والتنفيعية والشللية ،لم يستطع اخذ البلاد الى مسار صحيح ، يحقق شعار"الصدق في العمل والاخلاص للوطن " الذي ادعته الحكومات السابقة ،بل على العكس من ذلك وصلنا الى حالة "البلادة" في السياسة والاقتصاد والاجتماع ، وانعكس كل ذلك على الحالة الاقتصادية  والاجتماعية  في البلاد بطالة وفقر وجوع وانفلات اجتماعي ،وانهيار في مداخيل ورواتب الناس وتراجع القيم الشرائية للرواتب وغيرها من مشاكل ، وهذا كله يتحمله بعض "مدمني السلطة " وهم من يتحمل كل ما جرى ويجري في البلاد ،لكن ايضا المجالس النيابية المتعاقبة ، هي ايضا تتحمل المسؤولية  والاحزاب والنقابات كذلك ، لأن الصمت أمام ما جرى ويجري هو مشاركة في ما أرتكب بحق الوطن والمواطن، ولا يعفى البعض ممن كانوا بالسلطة لسنوات طوال ويخرجون علينا من حين الى أخر بانتقاد الحكومة الحالية او النهج الذي تدار به البلاد حاليا.. ولعل اليوبيل الفضي ويوم الجيش ومناسبة ذكرى الاستقلال تجعلنا جميعا نغادرمربع الدجل والمنافع والاستثمارالسياسي والاقتصادي والاجتماعي لحساباتنا الشخصية، ونبعد المنتفعين الذين قامروا بالوطن وثرواته لصالح ثروات كدسوها على حساب جياع الوطن.. إن الوطن الذي قاده ويقوده جلالة الملك يستحق أن نخرجه من الحالة المرتبكة التي أوصله اليها بعض الشطاراوالمتتنفعين وأصحاب الصورة والاستعراض بدون انجاز واحد يتحقق ...فالاردن يقع بين حتمية الدور وعبء الخيار
و له دور في هذا الوجود وعليه أعباء ويحتاج الى رجال  يتحملون المسؤولية... وللحديث بقية ..........يتبع