بلنكن رايح رايح بلنكن جاي
جميل يوسف الشبول
تذكرني زيارات بلنكن الى المنطقة بزيارات المبعوث الاميريكي الى لبنان فيليب حبيب واغنية المبدع فلمون وهبي "بيب بيب بيب اجا فليب حبيب بيب بيب بيب رجع فيليب حبيب " الاغنية طويلة وفيها الكثير من الكلام اللامباح واللائق فقط لتلك الزيارات وما يشابهها من زيارات المبعوثين الاميركيين الى المنطقة مستقبلا.
يعود بلنكن الى المنطقة بجولة تحمل الرقم (8) حاملا على كتفه دماء واشلاء 274 شهيداً غزياً جلهم من الاطفال الرضع وقتيل أميركي وقتيلان صهيونيان لم يسعفهما رابط الصهيونية مع الوزير الذي اعلن عنها في زيارته الاولى الى المنطقة وقبل ان تطأ قدماه ارض المطار في بقائهم على قيد الحياة .
يعود بلينكن الى المنطقة وصيحات الشارع الاميركي المعارض للحرب الدائرة في غزة والجرائم التي ترتكبها اسرائيل بالسلاح والمال الاميركيين تصم اذنيه وتحمله ورئيسه مسؤولية فقدان أميركا لاحترام معظم شعوب ودول العالم .
ما يميز هذه الجولة من جولات بلينكن انه يأتي مجرداً من ثوب الفضيلة ثوب الوسيط بعد عملية النصيرات والدور الكامل لبلاده فيها وعليه فان هذه الجولة محكومة بالفشل لاحادية هدفها وهو قيام الانظمة العربية بالضغط على حماس والمقاومة لقبول وضع حبل المشنقة حول عنقها .
لن تقبل الانظمة العربية هذا الدور الذي يمليه المبعوث الاميركي خصوصا انها تأتي ودماء الشهداء لم تجف والجثث لا زالت تحت الأنقاض وأن في قبولها له تعميق للفجوة بين هذه القيادات وشعوبها وهو ما لا تريده هذه القيادات رغم التزامها وتبعيتها للقرار الاميركي .
قبلت الأمة حالة الضعف والهوان الذي سيقت اليه واصبح تأثير 400 مليون عربي يؤول الى الصفر بفعل هذه السياسات وعلى هذه الانظمة اعادة ترتيب نفسها من باب اصلاح واعادة ترتيب الجامعة العربية بايجاد الامين العام الكفؤ وتفويضها بالقضايا المفصلية الخاصة بالامة .
على هذه القيادات ان تراقب ما يحدث في العالم وان تعيد تموضعها طبقاً لما يجري على الارض من تغيرات اجتاحت العالم فلم يعد للكذب مكان بعد سقوط وسائل الاعلام الصهيونية وانكشاف امرها وتزويرها للحقائق وبعد تحرر الفكر الغربي والاميركي من هذه السيطرة الصهيونية .
نعلم ان صعود القوى الوطنية ومؤازرة الشعوب لها تشكل حرجاً لبعض الانظمة ويعتبرها البعض تهديداً لوجوده بمساعدة وتحريض كل من لا يريد لهذه الامة ان تتقدم شبراً على ارض التاريخ الا ان التغيير باتجاه مصالح الشعوب ومصالح الامة خير من تغيير لا محالة قادم ان لم يكن اليوم فسوف يكون غداً ولا سمع لقول "الآن فهمتكم".