قصف عنيف يوقع عشرات الضحايا .. ومجازر الاحتلال تتواصل على أعتاب عيد الأضحى..
في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون في كافة أنحاء العالم للاحتفال بعيد الأضحى، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر دموية، بقصفها مناطق مدنية ومنازل مأهولة بالسكان، مع استمرارها في عمليات التوغل البري وتشريد نحو ثلثي سكان القطاع.
وفي التفاصيل، فقد استمرت قوات الاحتلال في القصف المدفعي الذي استهدف شرقي بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وكذلك أطراف بلدة بيت حانون، لتحرم السكان بشكل كامل من الوصول إلى تلك المناطق، والتي كانت ما قبل الحرب تضم مزارع كبيرة.
ويؤكد السكان أن تلك الأراضي الزراعية حرقت ودمرت بالقذائف الصاروخية، أو بالتجريف خلال التوغلات البرية، فيما أثر طول هجرها من المزارعين على تربة مساحات واسعة منها.
مجازر في غزة
إلى ذلك فقد استمرت الهجمات الدامية ضد مدينة غزة، حيث استشهدت ثلاث مواطنات وطفل، في غارات جوية استهدفت غرب مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن السيدات الثلاث، استشهدن في قصف منزل يعود لعائلة البكري، يقع قرب دوار حيدر غرب مدينة غزة.
وأشارت إلى أن الطفل الشهيد سقط في غارة جوية أخرى استهدفت مدينة غزة.
وفي مجزرة ثانية اقترفتها قوات الاحتلال حين قصفت منزلا بصاروخين، سقط سبعة شهداء من عائلة الشيخ، بينهم امرأة وطفل، في قصف منزل في منطقة شارع النفق بمدينة غزة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني بالمدينة.
وسقط عدد من الشهداء والإصابات في قصف طائرات الاحتلال منزلا يقع في حي الدرج وسط مدينة غزة.
كذلك قام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارات جوية استهدفت عدة مناطق ومنازل في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، في وقت استهدف فيه أيضا مخيم الشاطئ غرب المدينة بغارة جوية عنيفة، استهدفت أحد المنازل، دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا.
وطال القصف المدفعي الإسرائيلي المناطق الشرقية لحي التفاح الواقع شرق مدينة غزة، وجاء ذلك وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي فوق أجواء مدينة غزة وعلى ارتفاعات منخفضة.
هجمات على الوسط
وفي وسط قطاع غزة، استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي للمناطق القريبة من الممر الأمني الذي يقيمه الاحتلال على "محور نتساريم”.
وقال شهود عيان إن أكثر من ستة انفجارات عنيفة هزت منطقة النصيرات القريبة من مناطق القصف، كانت ناجمة عن نسف منازل في بلدة المغراقة التي تحدها من المنطقة الشمالية.
وطال القصف المدفعي الإسرائيلي كذلك الحدود الشرقية لمخيمي البريج والمغازي، والمناطق الشمالية لمخيم النصيرات.
إلى ذلك فقد استمرت الهجمات الإسرائيلية على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، وقصفت المدفعية الإسرائيلية العديد من المناطق الواقعة قرب الحدود، كما استهدفتها بالنيرات الرشاشة الثقيلة.
واستشهد مواطن في قصف زوارق الاحتلال الحربية استهدف منطقة الميناء فرب خان يونس.
التوغل البري في رفح
وفي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، استمر التوغل البري الذي تحتل فيه قوات الاحتلال غالبية مناطق المدينة، وذلك على وقع عمليات تدمير جديدة طالت منازل وبنى تحتية ومؤسسات خدماتية.
ويؤكد شهود يقطنون على مقربة من حدود مدينة خان يونس شمال مدينة رفح، أن أصوات انفجارات ضخمة سمعت فجرا، وفي ساعات النهار، ناجمة عن استهدافات إسرائيلية في رفح، حيث كانت تشاهد أعمدة الدخان تتصاعد بعد كل استهداف.
كما قامت قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات قصف مدفعي عنيف جدا ومكثف استهدف مناطق وسط مدينة رفح.
وجاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات البرية الإسرائيلية المتوغلة، عمليات التدمير للمناطق المتواجدة فيها.
ومع استمرار تواجد قوات الاحتلال في المنطقة الغربية الساحلية لمدينة رفح، استمرت عمليات النزوح القسري للسكان من تلك المنطقة إلى مناطق أخرى قريبة في مدينة خان يونس.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود الدولية” قالت إن أكثر من 800 شخص قتلوا، فيما أصيب 2400 آخرين على الأقل منذ مطلع يونيو/ حزيران الجاري في قصف إسرائيلي مكثف وهجمات برية بقطاع غزة.
وأوضحت في بيان، أن "الهجمات المروعة أدت إلى مستويات غير مقبولة من الألم والمعاناة، والتي تدل على التجاهل الصارخ لحياة الفلسطينيين”.
هجمات المقاومة
وفي السياق فقد تواصلت عمليات المقاومة الفلسطينية، التي تصدت فيها لقوات جيش الاحتلال، وشهدت الساعات الـ 24 الماضية تصعيدا في العمل المقاوم.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن استهداف غرف القيادة والسيطرة في محور "نتساريم” بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وبصواريخ "رجوم” قصيرة المدى من عيار 114ملم.
وقالت أيضا إنها قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شرق حي الزيتون في مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وفي السياق، فقد دارت أيضا اشتباكات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال في مناطق وسط مدينة رفح.
ومن جهتها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف قوات الاحتلال في عدة مناطق توغل في مدينة رفح، وذكرت أنها قصفت تموضعا لجنود وآليات الاحتلال على خط الإمداد في محور "نتساريم” جنوب مدينة غزة.
وقد كانت سرايا القدس تبنت أيضا قصف مناطق "أسدود” و”عسقلان” و”مفلسيم” و”نيرعام” و”سيديروت” ومدن في العمق الإسرائيلي ومستوطنات "غلاف غزة” برشقات صاروخية مركزة.
وقالت إن تلك العملية جاءت "ردا على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”.
وكانت صافرات الإنذار دوت في العديد من المناطق القريبة من حدود قطاع عزة.
القدس العربي