الحكومات وتركيب النخب البعيدة عن هموم المواطن

زهير العزه

المؤسف حقا ان تنشغل قيادات تعتبر نفسها سياسية عبر الصحافة الالكترونية  ومن خلال مقالات ،بحوارات لا تمت لواقع ما يجري في الوطن من قريب أو بعيد ،خاصة في هذه الاوقات التي يواجه فيها الاردن استحقاقات العدوان الصهيوني النازي على غزة وفلسطين وأيضا استحقاقات الهجمة الارهابية متعددة الاشكال من المخدرات الى الارهاب، وللأسف فان هذه القيادات حضنها سابقا أو يحضنها حاليا مجلس الاعيان ، وأخرى اعلامية حضنتها وتحضنها أجهزة ومؤسسات رسمية، ومحور ما تطرحة هذه الاقلام الاعلامية هذه الايام سؤال واحد اوحد، وهو ما يتعلق بالهوية الاردنية والانتماء ،واللف والدوران حول هذا المحور الذي أؤكد ان طرحة في هذه المرحلة يدخل في باب العبث بالوحدة الوطنية من ناحية ، وأيضا انسجاما مع طروحات مشبوهة اقليمية ودولية من ناحية اخرى . 
ونحن نشهد اليوم وكل يوم ما يقوم به الجيش والاجهزة الامنية من مهام على الثغور أو في الداخل ،خاصة وان العدو النازي الصهيوني الذي جعل من كل جهاته ملتهبة، وكل خياراته صعبة، وكل جبهاته محبطة ويتدحرج  الى الخراب، ليس بتحليلات اعدائهم كما يسموننا ، وانما بوقائع من يسمون بحكمائهم من مفكرين، حيث حذروا  ويحذرون من الخراب الذي جره حكامهم على الكيان المؤقت ، وهذا قد يدفع هؤلاء من نازيين وصهاينة مجرمين الى ارتكاب حماقات تجاه الاردن ، وخاصة في موضوع تهجير الفلسطينيين الى الاردن ، وبالتالي كنت وغيري من المراقبين والمواطنين بشكل عام نود ان نرى موقفا حازما من هؤلاء السياسيين والكتاب تجاه الكيان والعلاقة معه وكذلك موقفا اخرتجاه دولة الارهاب الاولى في العالم الولايات المتحدة الامريكية وشركائها بريطانيا وفرنسا والمانيا على وجه الخصوص.
التقاذف حول التيار الديمقراطي بين الاعيان على صفحات الاعلام الالكتروني او كتابة النخب  حول هواجس الهوية ، لايعني المواطن المقهور من الغلاء وغياب العدالة  وتغول  الشركات والبنوك على حياته  والفقر والبطالة وغيرها من مشكلات تمس حياته اليومية .  
واليوم ونحن نشهد الفرق بين ما يقوم به الجيش والاجهزة الامنية  في سبيل الدفاع عن الوطن وبين ما تقوم به النخب من تراشقات لاهداف ما "بالرغم انها افضل من غيرها" ، وبعيدا عن احتياجات المواطن فاننا نقول لكل الذين اوصلوا بعض هذه القيادا ت الى المواقع المتقدمة، وحملوا الشعب أعباء وجود بعض  الوزراء او المدراء العامين أو الامناء العامين وحتى بعض  النواب والاعيان ، انشغالاتهم  بعيدة عن الشعب والوطن،فانه كان من الواجب ان تتم قراءة المكتوب من عنوانه او كما نقول " فالهم من وجوههم " ، حيث أن أداء هؤلاء واضح من فهم مضمون  شخصياتهم وبالتالي قدراتهم على الخدمة العامة .                   
واليوم ايضا نقول  صحيح ان من لا يخاف على الاوضاع  الامنية  ، يكون غير قارئ ولا لاعب سياسي، ومن لا يضع عنوانا أمنيا لكل ما يجري، يكون غير مهتم بالوطن ، ولكن يجب ان يكون هذا الامني يشمل النوعين من الأمن، السياسي منه أو الاجتماعي، وبالتالي نمنع اي  انزلاق في اوضاعنا الداخلية،  فاذا كان  الأمن العام "السياسي" يحفظ الاستقرار بكل اشكاله المعروفة فان الأمن الاجتماعي بكل اشكاله أيضا، بدءا من حماية الافراد وارزاقهم ووظائفهم  ورفاه حياتهم ، وتعليمهم وصحتهم واستقرارهم النفسي وتوفير العدالة الاجتماعية وصولا الى التنمية المتوازنة، تكون مسؤولية النخب بكل اطيافها التشريعية والحكومية والرقابية.
قلنا اكثر من مرة انه حسنا فعل رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة عندما ازال  سور السلطة غير العظيم بينه وبين الناس ، لكنه مطالب ان يزيل الجدار السياسي العازل بينه وبين القوى الفاعلة من احزاب ونقابات وان يدفع من خلال لقاءات مثمرة بوجوه سياسية ومن احزاب عقائدية تقليدية على وجه الخصوص الى واجهة تحمل المسؤولية وهي أيضا مسؤولية أجهزة الدولة الاخرى ،" وبالتأكيد بعيدا عن الانتهازيين في هذه الاحزاب " ، وذلك بهدف التخلص من بعض النخب المعلبة التي يتم تصنيعها في الغرف السوداء كما هو حاصل الان في موضوع الاحزاب ، فالوطن يستحق ان تقوده نخب مسؤولة امام الناس وليس من اولئك 
الذين يعتقدون أن وصولهم للمواقع المتقدمة في الدولة ميزة لهم للاستعلاء على الناس وتجاهل خدمتهم. 
ان حال المواطن الاردني هو الخوف من الآتي الأعظم، والذي هو باد على الوجوه القلقة، ويكاد يكون الجامع  الاكبر لهذا الخوف متمثلا  في  عمق الأزمة المالية والاقتصادية التي  يعيشها المواطن ، والضغوط المترتبة عليه، في ظل  حكومات سجلت سلسلة اخفاقات متتابعة  تحملها جيب المواطن ، فيما كانت عناوين الحكومات الاصلاحية تدور في حلقة مفرغة،  وهنا نسأل اهل القرار  ماذا أنتم فاعلون؟. لا شيء صار، لا شيء تحقق، لا خطوة تقدمت، ما خلا صمت مطبق عن محاولة انعاش الناس مما يعانون من ضيق حياة في كل المجالات، سواء على صعيد البحث عن "صوص " دجاج لاطعام الاطفال او على صعيد البحث عن عمل ، وغير ذلك من منغصات الحياة التي يعيشها غالبية الاردنيين ، فهل تتوقف عملية تركيب النخب النيابية والاعلامية والسياسية بل والوظيفية الفاشلة في كافة المواقع ؟ ام ان البعض لازال يصر على ان الدنيا" قمره وربيع " وكله تمام يا فندم ؟ !  ...... نحن ننتظر ساعة الفرج .... يتبع