نتنياهو يزيد من الأعداء وغير قادر على التحرر من حلفائه المتطرفين

نشرت صحيفة "الغارديان” افتتاحية حول بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قالت إنه يزيد من الأعداء، ويتمسك بأصدقائه من اليمين المتطرف، "ففي الوقت الذي يفتعل فيه نتنياهو الحروب في الداخل والخارج، فإنه يواصل ارتباطه بأسوأ جزء من المجال السياسي المحلي”.

ففي الأسبوع الماضي، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي حليفته الرئيسية، الولايات المتحدة التي وبّخته لكنها لم تفعل الكثير من أجل غزة أو حتى منع النزاع االكارثي الذي يلوح بالأفق مع حزب الله. وفي يوم الإثنين، صنّف السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان، أمينها العام، أنطونيو غوتيريش بأنه "متواطئ مع الإرهاب”، بعدما اتهم غوتيريش إسرائيل، بدون ذكر اسمها، بنشر الأخبار المضللة عنه.

إلا أن نتنياهو مستعد للمضي إلى أبعد مدى للحفاظ على ائتلافه مع اليمين المتطرف. وأضفى الشرعية على حزب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير من حزب "القوة اليهودية” وحزب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "الحزب الديني الصهيوني”، وهو متمسك بهما وبيأس. وبدونهما سيواجه خسارة منصبه ومحاكمة تلاحقه منذ وقت.

وأفشل اليمين المتطرف محاولات الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، بحيث كشف وبوضوح عن الصدع بين الجيش الإسرائيلي والحكومة. ومنح نتنياهو سموتريتش سلطات واسعة في المستوطنات الإسرائيلية والبناء الفلسطيني في الأراضي المحتلة، مقابل حصوله على الدعم السياسي.

وفي الشهر الماضي، نقل الجيش الإسرائيلي السلطات القانونية في الضفة الغربية لمسؤولين مؤيدين للمستوطنين يعملون مع سموتريتش والذي كشف عن خططه لضم الضفة الغربية في خرق واضح للقانون الدولي. وأخبر زملاءه أنه يريد "خلق حقائق على الأرض”، مضيفا: "سنقيم سيادة، أولا على الأرض ومن خلال تشريعات، ومهمتي في الحياة هي إحباط نشوء دولة فلسطينية”، وزعم أن "نتنياهو معنا على طول الخط”.

وفي يوم الثلاثاء، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بتجنيد طلاب المدارس الدينية من الحريديم للخدمة في الجيش، بشكل هدد ائتلاف نتنياهو. وكان استثناء الحريديم من الخدمة العسكرية عندما كان مجتمعهم صغيرا، إلا أن عددهم زاد، ويتوقع أن يمثلوا خُمس السكان بحلول عام 2042.

وهذه معركة طويلة حاولت الحكومة تجنبها خشية أن تنفر الناخبين الأرثوذكس. إلا أن الخلاف كان مشحونا بسبب الحرب في غزة والمواجهات المتصاعدة مع حزب الله.

وفي الأسبوع الماضي، دعمت الحكومة قرارا رفع من سن الإعفاء لجنود الاحتياط ووسّع من مدة الخدمة. وبالنسبة للكثير من الإسرائيليين، بمن فيهم حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، فالإعفاء لم يعد ينظر إليه كموضوع مجرد، بل كمحاباة سياسية على حسابهم وأولادهم.

وترى الصحيفة أن رحيل نتنياهو لن يكون الحل السحري، فسياسات رئيس وزراء آخر بشأن حزب الله ومستقبل غزة لن تكون مختلفة. ولا تزال إدارة بايدن مترددة في استخدام نفوذها المحتمل، من ناحية شحن الأسلحة وموقفها الدبلوماسي وحتى فرض عقوبات ضد سموتريتش، لكي تنهي الحرب في غزة وعدم السيطرة على الضفة الغربية.

لكن الإدارة التي تحكمها مراعاة رصينة لاحتياجات إسرائيل وأولوياتها، بدلاً من البقاء السياسي الشخصي، ربما تجد طريقها على الأقل إلى صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وتحرر نفسها من القبضة الخطيرة التي يفرضها اليمين المتطرف.
القدس العربي