غلب بستيرة و لا غلب بفضحية ..

د. نضال ملو العين

ما هو الهدف من نشر معلومات و اخبار لا داعي لها و يمكن أن يتم اعتبارها دعاية مسيئة للأردن مع انني مع الحرية المطلقة للاعلام لكن دون أن يكون هناك تأثير على السمعة او رسم صورة سلبية عن الاردن و ذلك لأسباب او ظروف واضحة . 

فمثلا نقراء عن خبر انخفاض عدد السياح و إلغاء حجوزات و نقرأ عن خبر انخفاض سياح البترا و ثم خبر انخفاض السياحة في العقبة و ثم يخرج خبر عن انخفاض السياحة في مناطق اخرى ... وهذا كله سبب معروف و يمكن الاكتفاء به في خبر واحد ... ولا داعي لتكرار الخبر في أكثر من مرة و بذلك سيكون دعاية سلبية تجعل من يرغب بالاستثمار في القطاع السياحي في الأردن يتراجع عن قراراته و يصنع رد فعل و يصبح طارد للاستثمارات. 
المعنية بالاستعلام من الجهة القائمة على الدراسة و حتى الاستعلام عن آلية عمل الدراسة و من أين حصلت على الأرقام التحليلية و لا أعلم من يقوم بهذه الدراسات و على اية أسس ليضع عمان و الاردن من أعلى المدن و الدول تكلفة في العالم و في المنطقة العربية للمغتربين او المستثمرين و ذلك بأن يضع الاردن الخامس عربيا و المنطقة و أكثر تكلفة من دول معروفة بتكاليفها العالية لتخرج الدراسة و كأنها دقيقة و انها يتم التسليم بها بأنها صحيحة و دقيقة و تجعل المستثمرين يضعو في تفكيرهم بأن الاردن الأكثر تكلفة من الدول المجاورة بينما هو التأثير الاقتصادي هو لذوي الدخل المحدود و ان تكاليف الحياة للمستثمر في الأردن هي الاقل عربيا او على الاقل في إقليم المنطقة . وهذا من الواقع و التجربة الشخصية و التعامل المباشر فنجد أن الأردن اقل بالطاقة من دول اخرى و اقل في التكاليف و ذلك بوجود تكاليف مخفية في الدول الأخرى و ينسى المستثمر بأنه معفي في الأردن بينما في دول اخرى تكون النسبة تصاعدية على فترات استثماره ... وهناك الكثير من المستثمرين الذين غادرو الاردن و وجدو الفرق و كان صراحة بأن التكلفة في الأردن اقل . 

 

وهنا علينا أن لا نقييم التكلفة بفارق العملة فالدينار الأردني في الأردن هو دينار و في الدول الأخرى الدولار هو الدولار و لايتم احتسابه بدينار مقابل الدولار و بهذا يقع الخطاء و التحليل ... فعندما يتم احتساب التكاليف في فرق العملة يجب احتساب الإيرادات أيضا بفرق العملة . 

ما اذكره اليوم هو من الادوات التي يجب أن يتم دراستها في الاستثمار من دراسة منطقية و دراسة مقارنة للاستثمار في الأردن و الدول في المنطقة لتجد الفرق في ذلك ... 

و يأتي خبر في الإعلام عن إلقاء الحجز على شركات كبرى او كذا او ظروف معينة تخص الشركات فقط فإن يتم طرح الخبر كأنه حدث كبير و تضخيمه و عند قرأة المستثمر الأجنبي لتلك الاخبار ما بين إغلاق شركات و الحجز عليها او غيرها و يقرأ أن الأردن الأكثر تكلفة في المنطقة للمستثمرين و المغتربين و يقرأ انخفاض معدلات السياحة و إلغاء الحجوزات و بعدها خبر ارتفاع الأسعار و التضخم و البطالة و يأتي خبر اخر بوجود عدم رضى لدى الجمهور و كثرة الشكاوى المتعددة 

كل هذا سيصنع حاجز نفسي لدى المستثمرين و منهم الأردنيين أنفسهم و كذلك احباطات و يأس و سوداوية ....و يجعل من ينظر لتلك الظروف يجعل المستثمر يعيد التفكير للاستثمار في الأردن و بذلك تصبح الظروف طاردة للاستثمارات... و هذا قبل او دون أن يصطدم بالعوائق و الحواجز الفردية سواء من البيروقراطية او تعنت موظف او عدم تعاون من اخريين . ... 

هنا اعتقد الاجدى هو متابعة اية دراسة تقوم بها ايه جهة محلية او عالمية و الاستعلام عنها و تفنيدها او تصحيحها و ان كانت الدراسة فيها تجني او تجاوزات أن تتم محاسبة الجهة القائمة عليها قانونيا في الاردن او الخارج حتى و ان كانت مؤسسة عالمية ... 

و ارجو من الإعلام عدم التركيز على تلك الاخبار او الدراسات و المساهمة في نشرها او اذا تم نشرها نعمل على تحليلها .. وأن لا نعتبر الخبر هو موضوع يتم التسليم به لمجرد أن طرحته شركة سواء عالمية او محلية... حيث انه هناك الكثير من الجوائز العالمية او الدراسات يتم شرائها لتلميع جهة او مؤسسة او دولة على حساب الأخرى. 

 

فالاساءة المتكررة للأردن في موقف سياسي أصبحت معروفة لكن أصبحت الاحظ انها أصبحت تتحدث عن الاقتصاد و الاستثمار و غيرها ... مع انني غير راضي عن الوضع القائم الا اننا بخير و اننا نريد الأفضل... و لكن ادعو الجميع بأن نحاول إظهار الإيجابيات و نعمل على إصلاح السلبيات لكن دون أن يكون الاصلاح بطريقة قد تسيء للسمعة الاقتصادية او الاستثمارية او السياحية للأردن... اعجبتني احد الدول الخليجية مرة بعدم النشر عن الحالة الجوية و الإعصار وتأثيره على السياحة فيها و العمل ...و منع النشر عن ارتفاع درجة الحرارة فيها و هي أمور طبيعية ....

 

و ثم نقرأ خبر دراسة دون الرد عليه او حتى أن تقوم الوزارة نعم مع حرية الصحافة و الإعلام و لكن الأهم هو سمعة عامة و رأي عام عالمي .... وأن لا يتم تداول الخبر السلبي و تكرارها لأكثر من مرة حتى يصبح حقيقة.... و بنفس الوقت دون أن نخفي الواقع و لكن دون مبالغة ...