"الثقافة" تستجيب لنبض المواطنين.. مهرجان جرش.. صبغة وطنية تعكس التضامن مع غزة
الأنباط – ليث حبش أكد مصدر مطلع لـ "الأنباط" أن مهرجان جرش في دورته الـ 38 المقرر انطلاقه في 24 الشهر الحالي، سيضيء شعلة المهرجان كـ المعتاد، مرجحا تعديل فعالياته نظرًا لـ الوضع الصعب الذي يمر فيه قطاع غزة. وتابع، أن المهرجان سيركز هذا العام على الاحتفالات الوطنية، مع مراعاة الأوضاع الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، لافتا الى أن الظروف الراهنة في قطاع غزة فرضت تغييرات على برنامج المهرجان، كـ إلغاء لعدد من الفعاليات الكبيرة. وأكد أن فعاليات المهرجان ستتمحور حول العروض الوطنية والثقافية التي تعكس تضامن الشعب الأردني مع أهالي غزة. وأضاف، أن مهرجان جرش سيشهد هذا العام تغييراتٍ على غير المعتاد، مؤكدا أنه يلعب دورًا مهمًا في تنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة والمناطق المحيطة بها، من خلال جذب الزوار والسياح، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي، بعدما كان مهرجان جرش يستضيف أهم الفنانين على المستوى العربي والأردني، وكان ينافس المهرجانات الغنائية العالمية. الجدير ذكره أن الأردنيون طالبوا مؤخرا من خلال حملات عبر شبكة منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لـ إلغاء مهرجان جرش هذا العام تضامناً مع الأشقاء الفلسطينيين، وحداداً على أرواح الشهداء في غزة الذين يواجهون حرب الإبادة من قبل جيش الإحتلال الصهيوني، وأطلقوا عدداً من "الهاشتاج" عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بعدم إقامة المهرجان احتراماً للمصاب الجلل في الأراضي الفلسطينية، فيما انتقد الكثير من النشطاء الحكومة بسبب عزمها إقامة المهرجان. غضب الأردنيون وردود أفعالهم جاءت عقب تصريحات وزيرة الثقافة هيفاء النجار بشأن موعد إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون، والتي عادت وبعد وقت قصير وتراجعت عن تصريحاتها السباقة، وأشارت فيه إلى أن إقامة مهرجان جرش "لا يعتبر أولوية" نتيجة للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني. الى ذلك، هدّدت رابطة الكتاب الأردنيين آنذاك بمُقاطعة مهرجان جرش للثقافة والفنون جملةً وتفصيلاً ما لم يُعلن عن برنامج وطني قومي يتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقالت في بيان لها : اجتمعت الهيئة الإدارية لرابطة الكتّاب الأردنيين في مقرها الدائم في عمّان، ودرست الأوضاع السائدة في قطاع غزة الصامد المرابط وفي كل فلسطين، إدراكاً منها لمسؤولياتها الوطنية والقومية، وانحيازاً فاعلاً لدماء شهداء غزة، ووقوفاً مع المقاومة الباسلة فيها، وبحثت في المستجدات التي تواجه انعقاد مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته (38) وما يعنيه انعقاده الطبيعي من تأثيرات تنعكس على كل المعطيات والأبعاد التي ينبغي أخذها بالاعتبار. ومن جانبها قالت نقابة الفنانين في بيان صدر عنها مؤخرا : إنه من المهم أن يستمر مهرجان جرش، مؤكدة أنه من المهم كذلك أن يكون بصبغة وطنية عروبية، تعكس المشروع النهضوي، والقيم الأردنية الأصيلة. وأضافت النقابة في بيانها : "يجب أن تكون هناك أغنية أردنية، قصيدة ومسرح وأفلام جادة الطروحات، معرض تشكيلي وفعاليات تعكس جراح غزة؛ تقوي فينا الإرادة والصمود، فرق عربية ملتزمة في المحتوى والأداء؛ من المهم أن يرقى الفن ليقف كتفًا بكتفٍ إلى جوارِ فلسطين وشعبها، إلى جوارِ إخوتِنا، إلى جوارِنا نحن، كي يظل صوت الأردن عاليًا، قويا، يمد فلسطين وشعبها ثباتا وتمسكا بالحياة. وفي السياق ذاته قال الوزير الأردني الأسبق الدكتور بسام العموش في تصريحات إعلامية سابقة : إن الأردن ليس ضد الثقافة التي ترتبط بالعلم، لكن الظرف الآن لا يسمح بـ"التهريج بأي شكل كان"، ووضّح أن هناك فرقا بين الثقافة والرقص والغناء، في ظل الدم المسكوب يوميا في قطاع غزة. يذكر أن مهرجان جرش انطلق للمرة الأولى عام 1980 بمبادرة من جامعة اليرموك، قبل أن يتحوّل إلى مهرجان رسمي، وافتُتحت دورته الأولى عام 1981، وأصبح فعالية سنوية تقام في مدينة جرش الأثرية خلال أشهر الصيف، ويشمل فعاليات فنية وأدبية وثقافية من مختلف أنحاء العالم، وسبق أن تم إلغاؤه عام 1982 بسبب مصادفة موعده مع اجتياح إسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت.