الكراهية فعل مباح
المحامي عبد الكريم الكيلاني
(( عجبتُ لمن لم يجد قوت يومه و لا يخرج على الناس شاهرا سيفه))
ذالكم قول الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري رضي الله عنه، الذي وصفه نبي الرحمة المهداة ((ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء اصدق لهجة من ابي ذر ))
هل الاستشهاد بقول الغفاري جريمة ؟!!!
حسب نصوص القانون ؟؟!!
ومن منا لم ينحل قولة الغفاري ؟؟
لا يلاحق الإنسان جنائيا لممارسة حقه الطبيعي بالكره او الحب او الحض على أي منهما .
الشعور بالاستضعاف او الحرمان من الحقوق المشروعة حق طبيعي ، ومن ابسط حقوق الإنسان التعبير عما يمر بخاطره من شعور بالإهمال و المظلومية ، وهي نقيض جرائم الكراهية .
لان الضحية هو المعبر عن رأيه الحر ، و هو "المستضعف " ، الذي لاذ بسلاح الكلمة ، المجازي لانها تعبير سلمي عن الشعور بالظلم يهدف إلى رفع مظلمة تولدت في إحساس المعبر .
و لا يلاحق المواطن إذا حض آخرين على الانضمام اليه في مشاعره اتجاه مسؤول ، او سياسي ، او غير ذلك .
الكراهية بذاتها ليست جريمة ، ولا يلاحق المرء على مشاعره .
إذا ما هي الجريمة ؟؟
انها أفعال تقع على الضحية ( المستضعفة ) على خلفية تمييز عرقي ديني جنسي ، و تتخذ مظهرا من العنف الذي تحركه دوافع التمييز , وهي جريمة تتطلب قصدا خاصا يقوم على توافر ارادة لدى الفاعل إلى خلق فكرة إتيان جريمة العنف في ذهن المتلقي .
ان هذا المعيار الذي استقر عليه الفقه الجنائي ليس لغوا او تزيدا ،بل هو جوهر ما ينادي به كل الداعين إلى صون حرية التعبير كقيمة عليا تحميها كل الشرائع المدنية الإنسانية .
إذا هل التلويح للساسة و أصحاب القرار ، بمشاعر الغضب و الحنق تمييز ضد أقلية او ضحية مستضعفة !!!
إذا كان الأمر كذلك ، فان التضجر من أسعار الكهرباء و الماء و الوقود، تجريم لابي ذر ومن نحل مذهبه ،باثر رجعي.
فهل يُعقل !!!!!!