ترمب الرئيس القادم ومحاولة اغتياله ستبقى لغزاً
علي سعادة
خبرني -توماس ماثيو كروكس الشاب العشريني بالعمر المشتبه به في إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيبقى لغزا أبديا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قُتل على يد قناصة الخدمة السرية، وعثر بحوزته على بندقية من طراز "إيه آر" دون أن تتوفر عنه معلومات كافية تشرح الدافع وراء محاولاته اغتيال ترمب خلال مهرجان انتخابي في بنسلفانيا، رغم أنه مسجل كناخب جمهوري، أي من حزب ترامب نفسه.
الدوافع وراء محاولة كروكس اغتيال ترامب ستبقى طي الكتمان كما هو حال عملية اغتيال الرئيس جون كينيدي التي قام لها ليو هارفي أوزوالد عام 1963، تم قتله بواسطة شخص يدعى جاك روبي، خلال قيام عناصر الأمن بنقله أمام الصحفيين، عبر إطلاق النار مباشرة على صدره، ما أدى إلى مقتله على الفور لتختفي كافة تفاصيل عملية اغتيال كينيدي ومن يقف وراءها.
وانتهت هيئة تحقيق إلى استنتاج مفاده أن أوزوالد تصرف بمفرده عند اغتيال كينيدي بإطلاق ثلاث طلقات من دار محفوظات كتب مدرسة تكساس. وعلى الرغم من أدلة الطب الشرعي والأدلة الباليستية وشهود العيان الذين يدعمون الاستنتاجات الرسمية، فقد أظهرت استطلاعات الرأي العام أن معظم الأمريكيين لا يصدقون الرواية الرسمية للأحداث، وأدى الاغتيال إلى ظهور العديد من نظريات المؤامرة.
ويبدو أن محالة اغتيال ترمب ستدخل ضمن نفس السياق خصوصا أن المتهم قتل قبل التحقيق معه لمعرفة دوافعه، إلا إذا كانت هناك اقتراحات في البحث في حساباته على منصات التواصل ومع أصدقائه وعائلته لمعرفة دوافعه وفيما إذا كان قد أعلن عنها سابقا للمقربين أو عبر منصات التواصل.
والواقع أن اغتيال الرؤساء في أمريكا ليس أمرا نادرا، فقد وقعت حوادث مشابهة حيث سجلت في التاريخ الأمريكي 10 لاغتيال روؤساء أو مرشحين للرئاسة في أمريكا، ولم ينجح منها سوى 4 حيث قتل الرؤساء: أبراهام لينكولن، وجيمس إيه غارفيلد، وويليام ماكنلي، وجون أف كينيدي.
بالطبع ترمب رجل محظوظ للغاية، فمحاولة الاغتيال ربما ترفع أسهمه لدى الناخبين الأمريكيين المترددين الذين لم يحسموا خيارتهم بعد، خصوصا وهو أفضل من يروج لنظرية المؤامرة، وبأنه مستهدف من واشنطن ومن البيت الأبيض والحزب الجمهوري ونخب واشنطن عبر المحاكم والقضايا المتتالية التي تواجهه في المحاكم الأمريكية.
ترمب الرئيس القادم إن لم تكن هناك رواية أخرى لدى الدولة العميقة ونخب واشنطن.