راقب ذاتك أن أجمل ما قرأت عن الرقابة الذاتيه كانت للدكتور سليمان المطرودي ..
امل خضر
وقبل أن أدخل في موضوعي . يطرح نفسه السؤال هل تملك القدرة على مراقبة ومحاسبة ذاتك؟ هل تملك القدرة على محاسبة ذاتك قبل محاسبة الغير؟ الملفت للانتباه انك تحاسبني ولا تحاسب ذاتك! تراقبني ولا تراقب ذاتك !!!! وهذا اغلب ما نعاني منه في حياتنا ولاسيما العمل أو الوظيفه والمشكله بيتك من زجاج وترجم بالحجارة!!!!!أعجب من حال البشر . أفخر بذاتي ونفسي فأن أخطأت املك القدرة على تحمل مسؤولية ما أخطأت به ولا ابحث عن شمعة لتعليق أخطائي لانه وباختصار كيف لي أن اتعلم أن لم أخطأ!!!! فأن كان خطئي وسيلة تعلم جديدة لتخطي القادم والتميز فأني لا اندم عليه وعلى العكس هو أضافة لفكري وثقافتي وتنمية مهارات جديدة وأن كنت تعتبر خطأئي هو وسيلة لتصفية حسابات واختلافات في وجهات النظر وطريقة العمل والتصيد فلك هذا ولي درسا جديدا لمهارة افتقدتها انت سطر ونقطه ولنعد لصلب الرقابة الذاتيه .
الرقابة الذاتية قيمة ومفهوم جاء به الإسلام قبل غيره ... وخير شاهد تلك الفتاة التي ناصحت أمها، عندما رأتها تخلط الماء بالحليب: "إذا كان عمر لا يرانا، فإن رب عمر يرانا" رقابة ذاتية تستشعر بها رقابة الرب – جل جلاله فهل نعزز هذه الرقابة في نفوسنا ونفوس من حولنا؟.
كثيراً ما نتحدث عن الرقابة الذاتية وعظمها.
وكثيرًا ما نسمع عن الرقابة الذاتية وأهميتها.
وكثيرًا ما نقرأ عن الرقابة الذاتية وفوائدها.
وكثيرًا ما نتغنى بالرقابة الذاتية وإيجابياتها.
ولكن ... أين نحن وأين الرقابة الذاتية منا؟ وأين نحن منها؟
في كل منشأة تجد إدارة أو إدارات وطاقم بشري متخصص في الرقابة على الأداء والإنجاز، والحضور والانصراف والانضباط داخل المنشأة، تتابع الموظفين، وتتابع سير الأعمال، وتراقب وتعاتب وتحاسب وتصدر التنظيمات واللوائح والتعليمات والقرارات تلو القرارات، ومع ذلك نجد أن الأثر قليل – بل ربما في بعض الأحيان وبعض الجهات، أن الإدارة المعنية بالمتابعة، والأفراد المنوطة بهم مهمة تفعيل الرقابة يحتاجون رقابة ومتابعة؟!؟–.
وهذا يعني أن "الرقابة الذاتية" غير مفعلة لدى البعض وربما الأكثرية، وقد يعود ذلك إلى عدم فهم معناها، الذي يعني متابعة الفرد لأفعاله دائمًا، وجعلها تحت الرقابة لسلوك الطريق الصحيح وعدم الحيد عنه، فمتى فهم ذلك واستشعر رقابة الله – سبحانه وتعالى – له وأن ما يصدر عنه من قول أو فعل، مسجل له أو عليه، وترسخت لديه القيمة الحقيقية للرقابة الذاتية، صار ضميره مسيطرًا عليه وعلى كل ما يصدر عنه، ولن يكون للرقابة المجتمعية، أو الأسرية، أو الإدارية، أو القضائية، ذاك الاهتمام البالغ، لأن رقابته رقابة ذاتية يعززها الخوف من الله – عز وجل – لا الخوف من غيره من البشر والأنظمة وغيرها.
إن ترسيخ الرقابة الذاتية وتعزيزها وتفعيلها مطلب مهم، من خلال زرع قيمة الخوف من الله – عز وجل –في السر والعلن، والإيمان بقدرة الله عليه، وأن الله – سبحانه وتعالى – يراقبه في أعماله وسيحاسبه عليها، ومن خلال القدوة الحسنة، والتربية عليها، والنصح والتوجيه لها، إذ أن الرقابة الذاتية من المزايا العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف، فمتى عظم الوازع الديني ارتقت الرقابة الذاتية، ومتى ضعف الوازع الديني لدى الفرد، ضعفت الرقابة الذاتية عنده.
المثبطون، يقولون: نحن في زمن الانفتاح والإعلام ومواقع التواصل، يصعب تعزيز الرقابة الذاتية.
والإيجابيون، يقولون: في هذا الزمن الذي أصبح العالم كالقرية الصغيرة، تعزيز الرقابة الذاتية مطلب مهم، والعمل فيه سهل متى تم استغلال تلك الوسائل والتقنيات استغلالاً جيدًا، وتم من خلالها نشر القيم والرسائل التثقيفية والتوعوية المتميزة والجاذبة والصادقة، وربطها بنصوص الكتاب والسنة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي تزخر بتلك القيم السامية، سيكون لها الانتشار الأوسع في ظل هذه التقنيات الحديثة، وسيكون لها الأثر البالغ في نفوس المتلقين، فكل ما يتطلبه الأمر ... همة عالية، وخطوة صادقة، وبإذن الله تأتي بثمارها في تعزيز الرقابة الذاتية. ولن أبالغ إذا قلت: متى تم تعزيز قيمة الرقابة الذاتية، والوازع الديني في قلوبنا، فلن نحتاج إلى إدارات أو موظفين للرقابة والمتابعة، لأن الرقابة تحولت إلى رقابة ذاتية ربانية.
تعزيز قيمة الرقابة لا تبدأ بالموظف، ولا المسؤول، بل هي غرس عظيم، يبدأ من براعم الطفولة بالبيت، والمدرسة، والجامعة، والحي، والمسجد، والمجتمع، والمنشأة التي ينتمي إليها وظيفيًا، فالكل معني بغرس وتعزيز هذه القيمة، ولكل مرحلة طريقتها وقواعدها ونظمها التربوية الصحية والفعالة، وهذا لا يعني أن نتخلى عن دورنا في تعزيز قيمة الرقابة الذاتية.
أما تحميل المسؤولية لجهة دون جهة، وتخلي جهة عن دورها، فهو سلوك سلبي يعزز الأخطاء والممارسات السلوكية والأخلاقية المخالفة والخاطئة. واخر ما اقول قبل أن تحاسبني حاسب ذاتك نقطة وسطر .