(الأردن) حق لكل الاردنيين

فيصل تايه

اعتقد اننا ما زلنا أمام تحديات جسيمة متمثلة بعقليات متجذرة الخنوع للانانية وابراز الذات الأمارة بالسوء وتنحية المخلصين الشرفاء الذين يحملون هموم الاردن في خلجات صدورهم ، اذ مازالت وللأسف هناك عقول عقيمة لا تفكّر الا في نزواتها ، والسعي وراء تحقيق مصالحها الذاتية ، هذه النخب المؤدلجة بثقافة الإقصاء واغتيال الشخصية التي تحاول الالتفات إلى نفسها وكأن المناصب مرهونه لها على أساس مناطقي او عشائري او حتى عائلي تدفع باستمرار إلى تازيم المواقف من أجل المحافظة على مركزها وموقعها ، ذلك ما يمثل ابرز التحديات التي تواجه الكيانات الحكومية ايا كانت نظرتها للإصلاح ..
ان رواسب أعوام خلت من ثقافة الواسطة والمحسوبية لا يمكن التصدي لها بشكل سريع فذلك ليس بالأمر السهل ، فالكثير من هؤلاء يختبئ بعباءة العشيرة ضمن مفهوم ضيق للعشيرة التي عرفناها عبر التاريخ بأنها حاملة لواء العدل والانتصار للحق والمساواة والرجولة والشهامة والمروءة ، وليس من خلائقها نصرة الفساد أو التجني على الحقوق والتطبع بأطباع ليست من قيمنا أو سلوكنا ، ولكن في ظل التجاوزات وتقاسم المناصب التي أصبحت علامةً بارزةً في السياسات المنتهجة ، إضافة إلى تعزيز ثقافة المحاصصة التي أدت إلى خلخلة منظومتنا القيمية ، وتقييس الوظائف وخاصة العليا منا حسب مقياس الواسطة والمعرفة والبعد المناطقي والعشائري على حساب الكفاءات المؤهلة ، ذلك ما انعكست آثاره على مجمل قضايانا الوطنية ، وأفرزت لنا عقولاً تؤمن بتنحية الكفاءات وتصفية الخبرات ، وإقصاء الآخر ، ذلك ما اسمية إساءة للوطن ارضاً وانساناً ووحدةً ومنجزات .

 

نتساءل عن شرفاء وأحرار الأردن ، دعاة الإصلاح ليروا بأنفسهم ويكشفوا سوء نوايا فئة فاسدة تتحكم بالمناصب والوظائف وتنظر إلى من يطمح في تولى منصب ليخدم من خلاله الأردن وأبناء الأردن نظرة الطامع في كنز سليمان ، خاصة إن لم يكن من معارفهم وأزلامهم معبرين في ذلك عن خواء وطنيتهم ، وحساباتهم الخاطئة في حق وطنهم وشعبهم ، فالأردن اليوم بحاجة ماسة وملحة لقرار حاسم وعاجل لمواجهة و مقاومة تلك الفئة التي تهدد أمننا الاجتماعي ، فمواقف أولئك هي مواقف فوضوية تسير إلى إدامة العبثية لوقت طويل "لتبقى الطاسة ضايعة " وتبقى حقيقتهم غير مكشوفة ، ذلك من اجل عيون شرذمة من الفاسدين واسترضاء أصحاب المحسوبية .

 

نعم علينا ان نكشف حقيقة ثلة من المتنفذين الذين يسعون إلى هلاك بنيتنا وكياننا برموز عديمة الخبرة والكفاءة ليكون الخاسر اولاً واخيراً هو الوطن ، ارضاً وانساناً ونسيجا ، بعيدا عن النظرة الضيقة القائمة على المنبت أو الأصل أو المنبع فكلنا عشيرة واحدة هي الأردن ، ماضياً وحاضراً ومستقبلا ، فالوطن وطن الجميع ، وأي ضرر يلحقه الفاسدون من هنا أو هناك يحيق بنا جميعاً ، والتاريخ يشهد دائماً: أن الوطن هو الدائم شئنا أم أبينا..

 

لذا علينا أن نكون حكماء وعقلاء نفرق بين المصالح الآنية الذاتية ومصلحة الوطن العليا ، فالوطنية ليست صكوك غفران توزّع على من تشاء ، وعلى جماعة دون أخرى ، أو عشيرة كبيرة وعشيرة صغيرة ، بل الوطنية مواقف ورجولة وشهامة وذود عن حياض الوطن ومنجزاته وحرص على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ، ولنعلم جميعا أن الذين يسعون إلى المساس بالوطن ووحدته ، ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد لا يحصدون إلا الحسرة والندم والألم ، وعليهم أن يفيقوا من سباتهم العميق وقبل ان ينبذهم الأردنيون الشرفاء ويلقوا بهم إلى الهامش الأسود للتاريخ ..

 وليحمي الله هذا البلد الأبي اليعربي الأشم وقيادته الهاشمية المظفرة ..

ودمتم سالمين

مع تحياتي