ندوة نقاشية بعنوان " الملك، وصفقة القرن" في جامعة الحسين بن طلال.

   
ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون أقيمت في جامعة الحسين بن طلال وبحضور رئيسها الأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة ندوة نقاشية بعنوان "الملك، وصفقة القرن" وذلك على مدرج خير الدين المعاني في الجامعة، وبمشاركة كل من سعادة العين المهندس خالد رمضان، وسعادة العين مصطفى الرواشدة، وسعادة الأستاذ الدكتور حسن الدعجة، ومدير الندوة الدكتور محمد جرار.
 حيث سلّط المتحدثون في الندوة الضوء على جوانب مهمة من الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية، وكيف أن ما يسمى بصفقة القرن أو السلام من أجل الازدهار أكبر التحديات التي واجهها الأردن في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي وتجاوزها.
 وبيّن المتحدثون أن خطة الصفقة جاءت بوصفة مواتية لأهداف اليمين الإسرائيلي المتمثلة في وأد إقامة الدولة الفلسطينية، وحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن وفلسطين معاً، وذلك من خلال تقديم الإغراءات المالية والاقتصادية وصولاً إلى تحقيق الحلم الإسرائيلي القديم بالوطن البديل للفلسطينيين في الأردن. 
كما تم في الندوة مناقشة تأثيرات الصفقة على المستوى السياسي والاقتصادي ودور جلالة الملك عبدالله الثاني في توجيه مسار الأحداث وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ورفضه للصفقة علانية.
في بداية الندوة رحب مدير الندوة الدكتور محمد صالح جرار بالسادة الضيوف والحضور موضحا أهمية مهرجان جرش للثقافة والفنون في عكس رسالة الدولة الأردنية وتكريس نهج التشاركية بين القطاعين العام والخاص ، وتمكين المجتمع المحلي، وإبراز الدور الثقافي والحضاري للوطن.
كما بين جرار أهمية هذه الندوة التي جاءت في وقت حساس حيث يشهد العالم العربي تحولات كبيرة، خاصة مع بروز مبادرات مثل " صفقة القرن" والحرب الدائرة حاليا على غزة.
وفي مداخلته القيمة تحدث عضو مجلس الأعيان سعادة العين المهندس خالد رمضان أنه في آذار 2019، أعلن جلالة الملك عبد الله الثاني اللاءات الثلاث: "كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر". 
وأكّد رمضان أن هذه التصريحات تعكس الثوابت الأردنية الحازمة تجاه القضية الفلسطينية. "كلا للتوطين" تعني رفض الأردن توطين اللاجئين الفلسطينيين بشكل دائم على أراضيه، ما يؤكد التزامه بحق العودة للفلسطينيين. "كلا للوطن البديل" يعبر عن رفض الأردن تحويل أراضيه إلى وطن بديل للفلسطينيين، مما يحافظ على الهوية الوطنية الأردنية والفلسطينية. "القدس خط أحمر" تؤكد موقف الأردن الثابت في الدفاع عن القدس، ودورها التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها. 
من جهته وضّح عضو مجلس الأعيان سعادة السيد مصطفى الرواشدة بأن موقف الأردن من صفقة القرن، بيان الحقائق السيادية التي يعترف بها القانون الدولي. حيث يعتمد الموقف الأردني الرسمي والشعبي على أسس واقعية تستند إلى حقوق شرعية وقانون دولي عام وإنساني، بالإضافة إلى اتفاقيات دولية متعددة. مضيفاً أن هذه الحقائق تشكل الإطار القانوني الذي يعزز موقف الأردن تجاه مختلف القضايا السيادية.
وتطرّق أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال الأستاذ الدكتور حسن الدعجة إلى استراتيجيات الأردن في مقاومة صفقة القرن وهي: الاستفادة من العلاقات الدولية: استثمار العلاقات القوية التي يتمتع بها الملك عبد الله الثاني مع دول العالم لتعزيز الموقف الأردني. وتوحيد المواقف العربية والإسلامية: العمل على حشد المواقف الرافضة لصفقة القرن في العالمين العربي والإسلامي. والتواصل الدولي: تعزيز التواصل مع الدول الأوروبية وروسيا والصين لرفض الصفقة. والدعم الشعبي: تمتين الجبهة الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية لدعم الموقف الرسمي والالتفاف حول القيادة الهاشمية. التعليم والتوعية: تعزيز المناهج التعليمية وتنظيم الندوات والمؤتمرات لتوعية الأجيال الجديدة بقضية القدس وفلسطين.
وجرى في نهاية الندوة تداول وجهات النظر مع نخبة من الخبراء والمفكرين ممن حضروا الندوة ودار نقاش مع الطلبة الحضور حيث تم الاجابة عن اسئلتهم واستفساراتهم.
وجدد المشاركون العهد والولاء لحادي الركب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بالوقوف خلف قيادته الحكيمة في سبيل الدفاع عن قضايا الأردن وفلسطين، باعتبار جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية الشرعية والقانونية على المقدسات الدينية في فلسطين.
وقدم مدير الندوة الشكر باسم جامعة الحسين بن طلال للمدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون عطوفة السيد أيمن سماوي، ولمنسق البرنامج الثقافي للمهرجان السيد محمود الخطيب.