«صفقة القرن» بحكم الفاشلة
لما جمال العبسه - «صفقة القرن» بحكم الفاشلة....هذا حكم الساسة وكتاب الرآي وذوي العلاقة في ما تسمى اسرائيل، منذ بداية طرح الصفقة وفرضها من قبل الادارة الامريكية والسعي الحثيث لمستشار الرئيس الامريكي جارد كوشنر متنقلا بين العواصم العربية لاخذ موافقتهم على هذه الصفقة، كانت هناك الكثير من العراقيل، بل ولا نبالغ ان قلنا حائظ سد منيع يقف امامها متمثلا برفض الاردن والسلطة الوطنية الفلسطينة بشكل قاطع النظر فيها كونها احادية الجانب غير معترفة بالحق الفلسطيني والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وغيرها من نقاط الجور والظلم.
قد يرى البعض ان هناك مبالغة في السرد، لكن المنطق يقول ان اي عملية سلام هناك طرفان اساسيان ووساطة بينهما، في هذه الصفقة غاب الطرف الاهم «الفلسطيني والاردني» ليتعامل كوشنر مع طرحه كأنه امر واقع ولا اهمية لاراء الاخرين، وليضاف هذا الاخفاق الى سلسلة اخفاقات السياسات الامريكية على مستوى العالم منذ ثلاث سنوات وحتى اللحظة.
اللافت ان الرأي العام الاسرائيلي اكد على اهمية الموقف الفلسطيني والاردني في منع تمرير هذه الصفقة وتمسكهما بمبادئ مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين وعودة اللاجئين وما الى ذلك، ما يعني ان محاولة تجميع قوى دعم لتنفيذ المقترح الامريكي المُصاغ بما يتوافق مع اهواء رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ذهبت مهب الريح، حتى ان جولة كوشنر الى المنطقة اواخر الشهر الجاري حُكم عليها بالفشل مسبقا.
عدا عن ذلك فلا يزال هناك قوة اكيدة لا تقاوم ...هي قوة الشعوب العربية والاسلامية التي استمدت منها قيادتي الاردن وفلسطين العزيمة والاصرار، فتحمل الجانبان قيادة وشعبا الضغوط المالية ومعاناة الاقتصاد في كلا البلدين ورفضا الخضوع للاغراءات المالية تارة والاملاءت تارة اخرى، ما صعب الامر بشكل كبير على رعاة هذه الصفقة.
اما الرآي العام الامريكي فلم يختلف كثيرا عن الاسرائيلي، وتوافق معه لمعطيات اخرى اهمها الفشل في انتخاب حكومة اسرائيلية جديدة ورفض رئيس الوزراء المحتمل لاسرائيل في وقت سابق لقاء كوشنر، كما رآت بان المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في البحرين سابقا لجمع مبالغ تعويضية للدول ذات العلاقة فشل بشكل ملفت، اذ لم يتم جمع ولو دولار واحد لصالح هذه المبادرة.
ماذا بعد كل ما سبق الا ان نحي صمود الشعبين بقيادتهما امام تسونامي «صفقة القرن» الذي طغى وتجبر وضغط وارهق، لكن دون جدوى.