"اندريه العزوني" يُشعل منافسة (ثانية العاصمة) ويتربع على عرشها .. و"ميادة شريم" تحجز مقعدها بفارق تصويتي .. وقوائم خارج الحسابات لسوء الاختيار
خاص : محرر الشؤون الانتخابية
مع بدء العد التنازلي لموعد يوم الإقتراع للانتخابات النيابية للمجلس 20، في العاشر من ايلول المقبل، وفيما شدت الكيانات الحزبية رحالها الى ساحة المعركة الانتخابية التي بدأت رسميا قبل ثلاثة أيام، فقد دخلت القوائم المحلية والحزبية مرحلة الحسم في صراعها للحصول على المقاعد النيابية للمجلس المقبل، صراع اقترن بتباين واضح في موازين القوى والثقل الانتخابي ما بين الكتل الحزبية، والتي تتنافس على المقاعد المخصصة حسب القانون الجديد بما نسبته %30 من مجمل المجموع العام، ولعل تصدر حزب الميثاق لهذا المارثون بات واضح للعيان وسيكون لنا وقفة خاصة بهذا الشأن في تقارير لاحقة فيما يخص القوائم والكتل الحزبية .
المعارك الانتخابية والجارية في الدوائر المحلية يتوزع التنافس فيها بنوعين، الاول ما بين القوائم للوصول الى العتبة للفوز بمقعد (مسلم / عربي) او اكثر والتي حددها القانون بنسبة الـ %7 الى مجموع المصوتين، ولعل الدائرة الثانية في العاصمة عمان هي الاكثر لفتاً للانتباه والاهتمام، وتنقسم فيها الكتل الى ثلاثة طوابق، يحتل المربع الاول فيها قائمة "نمو" التي يتزعمها النائب المخضرم والمحامي المتمرس اندريه العزوني والذي يخوض هذه المواجهة بنفسه ويشرف على كافة تفاصيلها بشكل شخصي وله من الادوات والقواعد الشعبية الداعمة ما يؤهله لتصدر المشهد الانتخابي ليس على مستوى دائرته بل يتعداها لان يكون الاول في حجم الاصوات على مستوى المملكة بجميع داوئرها ويبدو ان عودته لمجلس النواب هي مجرد وقت لا اكثر.
العزوني وبذكائه المعهود استطاع ايضا الحفاظ على تحالفاته السابقة والممتدة بشكل استراتيجي مع المرشحين الاخرين، خصوصا المرشحة والمنافسة الاقوى عن مقعد الكوتا النسائية النائب ميادة شريم، والتي تحظى بأجماعات عشائرية لا يستهان كعشائر قلقيلية وغيرها بالاضافة الى "الكاريزما الشخصية" التي تتمتع بها لجهة دماثة الخلق والتعامل الرزين والحضور الواثق والمتواضع في مجموع صفات وسمت بها خلال السنوات الماضية وليس وقت الانتخابات فقط، مما يجعلها من الارقام النسائية الصعبة على مساحة الوطن ومن الراوفع المهمة في قائمة نمو .
وعن المقعد المسيحي للمرشح النائب السابق عمر النبر والذي ينطلق من تجربته النيابية السابقة وامتلاكه الباع العريض في الشأن الاقتصادي المحلي حيث شغل رئاسة لجنة الاقتصاد والاستثمار بالمجلس السابق، فقد كان انضمامه لقائمة نمو اضافة حقيقية للقائمة بالتوازي مع الاثر الذي سيتحقق له باستمداد قوته التصويتية منها ومنافسة مرشح الاخوان المسلمين وان حتمية فوزه بمقعد هذا التمثيل باتت شبه مؤكدة نظراً للفروقات الشاسعة ما بين كتلته مع باقي الكُتل .
وعن اعضاء القائمة الاخرين فهنالك المرشح امجد المسلماني وهو النائب الاسبق وله من القاعدة الشعبية الكبيرة ما تؤهله لخطف المقعد الثاني الذي بات مضموناً ايضاً في هذه القائمة المرعبة وينافس داخليا المرشح محمد الكوز وزيد الكيلاني وعمار داوود وخالد العرموطي بمستويات مختلفة من القوة الا ان قوة القائمة تتمحور بالقطبين العزوني وشريم ويتبعهم قوة المسلماني والكوز.
وبنفس المستوى ورغم تباعد الارقام الا ان قائمة جبهة العمل الاسلامي وان اختلفنا او اتفقنا فأنها تعتبر من القوائم المنافسة على مقاعد هذه الدائرة وبعيداً عن الكوتات المحسومة اصلا لقائمة "نمو" فان المرشح الاقوى والاوفر حظا في كسب المقعد هو النائب صالح العرموطي وبتوقعات المراقبين فان طموح هذه القائمة لن يتعدى هذا الحد .
الطابق الثاني والثالث فأن تقاربهم فيما بينهم بعدد الاصوات يُصعب من مهمة التخمين والتحليل ولو ان قائمة الاتحاد هي الاقرب للحدود العليا لتصنيف الفئة الثانية مع وجود المرشح سليمان السعود "الاقوى" داخلياً ، الا ان شبح التضاؤل يهدد فرص هذه القائمة - مع احترامنا الشخصي لهم - الا ان وجود بعض المرشحين المتواضعين انتخابياً شكلوا عبئاً عليها امثال المرشحين محمود نعيم الحاج ياسين ورزان العرموطي وكان من باب اولى توسيع مدارك القائمين على تشكيلها وتدارك هذا الامر بأسماء وازنة على الصعيد الشعبي .
وتعود باقي القوائم مجتمعة للتنافس على مقعد او حتى نصف مقعد وهي الحق والوحدة والنخبة والكرامة والنشامى و تحالف نماء والعمل ويبدو ان فرصهم ضعيفة بتجاوز العتبة وحسب رأي متابعين فأن 4 قوائم الى 5 سيخرجون من السباق مما يعزز فرص القوائم القوية خصوصا "نمو" من حصد عدد وافر من المقاعد المختلفة .