"أبناء الخميني" وسط بيروت.. فيديو لرافضي الحراك العابر للطوائف
بات واضحا أن المظاهرات التي تعم لبنان من شماله إلى جنوبه وشرقه وغربه تؤرق حزب الله، الذي يرى في انتفاضة الشعب اللبناني العابرة للطوائف والمطالبة بنظام جديد، تهديدا مباشرا لوجوده والمشروع الإيراني.
وإقدام مناصريه، بعد أن تلقوا على ما يبدو أمر عمليات بالتحرك، على الاعتداء على المتظاهرين في النبطية وغيرها من المناطق التي كان يعتبرها الحزب معقلا له، تؤكد أن الحراك الشعبي يقض مضاجع الحزب المرتبط عضويا وفكريا بالنظام الإيراني.
ولم تقتصر عمليات إرهاب المتظاهرين على النبطية وصور ومناطق جنوبية أخرى، بل طالت العاصمة بيروت حيث حاول أنصار وأتباع الحزب وحليفته حركة أمل قبل أيام شن عملية، عبر مواكب لمسلحين على متن دراجات نارية، لطرد المتظاهرين من الشارع.
بيد أن الجيش تصدى "لزعران الحركة والحزب" وفق ما وصفهم ناشطون، في خطوة لافتة لاقت ترحيبا شعبيا واسعا وحملت إشارات مفادها أن المؤسسة العسكرية لن تتخلى عن مسؤوليتها بالدفاع عن المواطنين.
ويسيطر حزب الله فعليا على مؤسسات الدولة، ويعتبر معارضوه أنه الحاكم الفعلي للبنان، الذي بات منذ سنوات مختطفا من النظام الإيراني، كما أكد، في أكثر من مناسبة، مسؤولون إيرانيون وحتى قادة في حزب الله، وإن بطريقة غير مباشرة.
وفي كلمة بذكرى عاشوراء الشهر الماضي، أكد، مجددا، زعيم حزب الله، حسن نصرالله، ولاءه المطلق وارتباط حزبه بالمرشد الإيراني على خامنئي، الذي يعتبره أنصاره الولي الفقيه.
وارتباط الحزب بالولي الفقيه يعني أن على أنصاره تنفيذ أجندة النظام الإيراني، والالتزام المطلق بما يصدر عن خامنئي حتى لو كان ذلك مخالفا للمصلحة الوطنية اللبنانية.
وانعكس ذلك اليوم، حين اجتاحت ثلة من عناصر حزب الله ساحة الشهداء وسط بيروت، لتعلن على الملأ ولاءها لمشروع الخميني وخليفته خامنئي، في وقت كان اللبنانيون يهتفون للبنان ويرفعون الأعلام اللبنانية ويرددون النشيد والوطني.
ورصد فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، عناصر الحزب وهم يرددون قائلين "نحن أبناء الخميني علينا بالولاء لعلي الخامنئي"، في وقت كان المتظاهرون يعلنون ولاءهم للبنان غير طائفي ودولة مدنية يحكمها القانون.