استحقاقنا الأردني المتفرد
فيصل تايه
ما زلنا نتحدث عن نشر وتعميق الثقافة الديمقراطية بين أوساط مختلف أبناء مجتمعنا الأردني الواحد ، تلك هي أهم العناصر الأساسية لترسيخ الفعل الديمقراطي القادم في خضم الحراكات والكولسات والتفاعلات المجتمعية في الاعلان عن القوائم الانتخابية النهائية من مختلف النخب السياسية والشعبية استعداداُ لاستقبال الحدث الديمقراطي الذي تجسّده الانتخابات البرلمانية المنتظرة التي يجب أن يتهيّأ لها المواطن بحماس وفاعلية ، ويعمل الجميع بجدّية للإعداد لها كل من موقعه دون توانٍ.
كلنا ننتظر أن تتمتّع التحالفات السياسية والكتل المؤدلجة بالثقافة الوطنية والنخب المختلفة بقدر كبير من المسؤولية ومستوى عالٍٍ من الوعي بعيداً عن اية معيقات ، ادراكاً لأهمية الدور الذي يمكن أن يؤدّيه كل طرف للتفاعل مع هذا الحدث الديمقراطي بمصداقية ونزاهه وأمانة في التعامل ، وبممارسة حضارية دون انفعالات أو تشــنّجات أو إطلاق شــعارات كاسدة ، فلن نسمح لأحد تعكير صفو الأجواء النزيهة أو تشويه الاستحقاق الديمقراطي المنتظر ، ولابد أن تُمارس جميع القوائم المنبثقه من التكتلات الشعبية او النخب السياسية والحزبية دورها ، مستبعدة أي كدر قد يعيق التنافس الحر الشريف ، وأن يعمل الجميع على نبذ العصبويه التي تمزّق وتفرّق وتخل بمبادئ الانتماء والولاء للوطن من جميع انسجته الاجتماعيه الواحده .
على جميع مكونات مجتمعنا الأردني الواحد بكل تجمعاته ومؤسساته مسؤوليه كبيره في الحفاظ على الحدث المقبل معافى من اية معيقات ، ولذلك فلن يقل دور أي قطاع اجتماعي عن أي دور لايه قوى وطنيه او سياسية باعتباره قطاعاً حيوياً ذا أهمية مؤكدة ليكون دوره متعدّد الأوجه ، فإلى جانب التوعية والرقابة ، على الجميع أيضاً العمل على تعزيز مبدأ الشفافيه والحوار الديمقراطي الحر ويبقى الناخبون هم الركيزة الأساسية في العملية انتخابية ، حيث يفترض أن يمارسوا قناعاتهم وحقهم الديمقراطي بوعي وبأمانة ومسؤولية دون التأثُّر بحملات الدعاية الخاصة أو السياسية أو الاجتماعية أو على أي صعيد من الأصعدة.
على الناخب الأردني أن يتحرّر من جميع المؤثرات ، ولا ينتبه الى الدعاية المضلّلة التي أصبحت الثقة بها مفقودة عند البعض المجرب والمكرر ، وان يبقى بعيدا عن المساومة على صوته أو بالإملاءات أياً كانت ، لذلك وجب على الناخب ان يتحصن بوعيه بأهمية وقيمة صوته وأنه يمارس حقاً مستحقاُ بإدراكه الواعي لما تعنيه المسؤولية والمصلحة الوطنية العليا بصورة أكيدة ، ولذلك فالناخب هو صاحب الكلمة الفاصلة يوم الاقتراع الحُر حينما يؤكد خلاله قوة ومصداقية انتمائه الوطني الذي يفوق أي انتماء وأي تأثيرات واعدة أو متوعّدة.
يجب ان نتحلى بخصوصيتنا الاردنية المتفرّدة، ولا ريب ولا عيب أن أية تجربة قد تتخلّلها بعض الثغرات ، إلا أن التجربة الديمقراطية في الاردن بشكلها العام تعتبر تجربة متقدّمة على مستوى المنطقة وتتطوّر بصورة مطّردة وبالرغم من ذلك فقد خلقت الديمقراطية الاردنية حالة من الوعي المتقدّم في واقعنا الاجتماعي تجاوز كل الاعتبارات.
وأخيرا يجب أن يعلم الجميع أن للديمقراطية الاردنية استحقاقات وأخلاقيات وضوابط خاصة ، أما من يحاول تضليل البعض فإن الحقائق تكشفه وتعريه على أرض الواقع يوم الاقتراع ، وعند ذلك لابد أن تخرس الأصوات الموتورة ، ليعلو صوت الحق ، صوت الاردن معلناً الانتصار للوطن وللكيان الديمقراطي الذي نسعى لتحقيقه بوعينا وادراكنا لحقيقه الشعور بأمانة المسؤولية ليتمكن كل مواطن من الاختيار الحر الذي يحقق القبول المطلوب للمستقبل , فصوت كل مواطن هو الدعامة اللازمة للاستقرار, ومن أجل ذلك فإن الانتخابات النيابية القادمة هي الأمل لتحقيق آماله وتطلعاته الحرة والنزيهة.