الباحث الطاهر يحاضر بالأردنية للعلوم والثقافة حول "مابعد طوفان الأقصى ".
عقدت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ظهر اليوم السبت ندوة بعنوان "مابعد الطوفان "للباحث الدكتور معين الطاهر مدير المركز العربي للأبحاث والدراسات حيث أدار الندوة المهندس خالد المعايطة عضو الهيئة الإدارية للجمعية.
بدأ الطاهر حديثه أنه ومن بداية معركة طوفان الأقصى توقعت لها الاستمرار لعدة أشهر عكس التوقعات التي كانت تدور في حينها حيث أن السابع من اكتوبر كان بمثابة المعجزة الحقيقية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث بعد أن اقترب العالم من نسيانها وذلك بفعل المقاومة الفلسطينية الباسلة التي كانت المعجزة الثانية لطوفان الأقصى بصمودها وبقائها تقاوم لقرابة العام وبشكل غير متوقع أو مسبوق وأنه يجب أن نتوقف عن التحليلات الشعبوية التي لا تستند إلى العلم والمقاييس الواقعية .
وقال الطاهر أن اليوم التالي للحرب الحالية يجب أن يتجه نحو استمرار الصراع ولا نعود إلى مسار الهدن المؤقتة والتي تعيدنا إلى ما بعد حرب عام ١٩٤٨ والتي جرت الشعب الفلسطيني الى سنوات من الهدوء والمفاوضات العبثية والتي أضاعت حقوقه الأساسية من وراء الهدن التي أعطت لإسرائيل الوقت لإستعادة قدراتها العسكرية والاقتصادية وغيرها .
وأضاف الطاهر أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك كامل بالحرب الدائرة حاليا على غزة وكافة ملحقاتها حيث من المستغرب عدم وجود أي احتجاج من النظام الرسمي العربي تجاه ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية بدعم إسرائيل في حربهم على الفلسطينيين حتى لو بإشارة بسيطة وأن إسرائيل لا تريد أي معبر لغزة مع أي دولة عربية على الإطلاق وهذا ما يجعلها ترفض الخروج من محور فيلادلفيا وتراوغ في ذلك بشتى الطرق.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع بعد اتفاقية اوسلو قال الطاهر أنه وللأسف زاد الأستيطان بشكل كبير وتجرأ اليهود على بناء المستوطنات في مناطق الضفة العربية والقدس بشكل غير مسبوق واقترب عدد المستوطنين في مناطق السلطة الفلسطينية ما يقارب المليون مستوطن فليس من المستغرب أو المستهجن إذا أقدم المستوطنين في هذه الأيام أو قادمها على اعلان دولة يهودا والسامرة في مناطق الضفة الغربية والقدس حيث أن عدد سكانها من المستوطنين يزداد ويتوفر لهم كافة سبل الحياة المتوفرة بأي دولة حديثة .
وتوقع الطاهر للحرب الحالية على غزة التوسع نحو لبنان حيث ستكون الخطوة الثانية لطموح وخطط نتنياهو نحو التوسع رغم أن أمريكا وايران لا تسعى ولا تريد حرب إقليمية وفق الطاهر الذي أكد أن كافة المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية يسعون لتوريط أمريكا بهكذا حرب واسعة حتى لو لم تكن من الشمال الفلسطيني نحو لبنان وربما تكن من بعض المناطق الرخوة بسوريا فالمجتمع الإسرائيلي بالكامل مع الحرب على غزة وهو فقط يتظاهر للمطالبة بتحرير الرهائن.
واختتم الطاهر حديثه بالمطالبة بإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية عبر إعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وهو مطلبا بات ملحا بعدما وصلته القضية الفلسطينية من أحوال مزرية واضحة للجميع.
وانتهت الندوة بفتح باب الحوار بين الحضور والمحاضر.