في عين الخطر
خارطة نتنياهو الأخيرة، هي واحدة من مكاسب حرب الإبادة التي تشنها بالوكالة عن جهات كثيرة، وهي نتيجة واضحة مشروعة بالنسبة لمجرم حرب، يفهم قانونية ومشروعية فنون تحصيل الممكن ولو بالجرائم، فكل فلسطين ارض محتلة، وكل اسرائيل دولة محتلة مجرمة ارهابية، وقضية فلسطين قضية عالمية مخزية، وهي ليست مسؤولية أردنية.
لكن الأردن بعد الضحية فلسطين؛ هو أكثر الجهات التي يجب أن تقلق من خرائط نتنياهو، ومن نتائج حربه القذرة ضد البشرية، فقد حذرنا وما زلنا، بأن لا أحد يضمن تداعيات حرب الإبادة واستغلال فرصها من قبل المجرمين، وعلاوة على أن اسرائيل دولة محتلة وإرهابية ومجرمة، يحميها الشيطان، فهي لا دستور ولا حدود لها، سوى ما يردده أطفالها في نشيدهم الوطني، بأن تقتل جميع العرب وتستولي على كل الوطن العربي، فهي تستغل كل تداعيات الحرب، وجرائمها، لصالح حلمها المعروف، ومهما أعلنت من خرائط فهي ليست نهائية، وقابله للتوسع، ولا ضمانات مادامت «السكين» تحز في رقاب وأراضي الآخرين بلا عوائق..
خارطة نتنياهو هي إعلان عدوان على السيادة الأردنية، وتهديد وخطر داهم جديد على الأردن، ولا ضمانات بالنسبة للأردن إن مضى نتنياهو في فرض خريطته الأخيرة كواقع ونتيجة مشروعه لحرب الإبادة، فلا يوجد ما يمنع من توسيع ساحة الإبادة، وقتل مزيد من الفلسطينيين وتهجيرهم في هذه المرحلة إلى الأردن، وانتظار ردود أفعال الضحايا، ثم التمدد من جديد بخرائط جديدة، كان قبل أيام قد وعد ترامب بتحقيقها لتوسيع اسرائيل.
تهديد سيادة الأردن على أراضيه ومقدراته وقراراته أصبحت اليوم أكثر وضوحا من أي يوم سابق، ولا أحد يمكنه أن ينكر هذه الحقيقة، وما زلنا نطالب ونحذر «أنفسنا» من مغبة الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية، فمثل هذه الحقائق التي تنطوي على تهديد وجودي تحتاج لأكثر من رد فعل وطني رسمي وشعبي، حيث نواجه خطرا من جهة لا تمتثل لقانون ولا تشفع معها أية اتفاقيات دولية أو ثنائية، سيما وأن التاريخ يقول بأن هؤلاء الحلفاء هم من أجهضوا مشروعا أردنيا هاشميا كبيرا، وقسموا العالم العربي، وتدخلوا في كل تنمية تقود لتكامل عربي أو وحدة، فلا أمن ولا أمان معهم إن كان الطرف الآخر هو الكيان المجرم، الذي يقدمون له كل أشكال الدعم والمساندة في تقويض أي أمن واستقرار في المنطقة.
أمننا الوطني ومقدراتنا واستقرار بلدنا، شأن محلي أردني، وهي في عين الخطر.. وكثيرون منا «ما عندهم خبر».