الليلة والغد موعدنا على طريق المجد

بنوع ما من الاهتمام أنتظر قدوم الليلة وغد، وللدقة على درجتين من، وعلى المدى القصير «نسبيا»، أنا مهتم بنتيجة مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم، بغض النظر عن الطرف الآخر، حيث أعلم بأنه منتخب «فلسطين المحتلة»، وأتمنى له وللشعب الفلسطيني ولفلسطين «الأخيذة» كل الخير والإنصاف، لكنني في كرة القدم أتعامل منطلقا من انتمائي والتزامي بوطني وبلدي، وفي لعبة كرة القدم، يعتبر الانحياز لمنتخب البلاد بالنسبة لأي مواطن من أي بلاد كان، هو التزام بوطنه و»تقديسا» لرمزيته، وأملا بأن ينتصر في كل شيء.. ويزداد الاهتمام «أهمية وحساسية» بسبب ظهور خلل معهود في إدارة مثل هذه المناسبات بالنسبة للأردنيين كلهم، سواء على الصعيد الرسمي المتعلق بالاتحاد الأردني، أو على الصعيد المهني إن جاز التعبير، وأعني به الفني، المتعلق باللاعبين، الذين يجب أن يكونوا «أسودا» في مثل هذه المواجهات، وأذكياء حصيفون في الأداء، وكذلك على صعيد الجمهور، سواء من كان يحضر المباراة في الملعب أو المتابعين عبر الشاشات، أو غير المتابعين المتفاعلين مع الأخبار، فكل هؤلاء لهم وعليهم واجبات وحقوق، وكلها ذات غاية واحدة وهي «انتصار منتخبنا الوطني على أي جهة يواجهها كرويا و «معنويا».. فأرجو أن يتوفق الشباب الليلة، ويعودوا بالنقاط الثلاث كاملة، بلا إصابات وخسائر ومواقف جانبية ذات مردود سيئ على الأردن والشعب بل الشعبين.

أما المسألة الثانية المهمة، ذات البعد الأكبر على الوطن والناس، فهي نتائج الإنتخابات البرلمانية «النيابية»، فاليوم يجري التصويت، ومع بداية فجر غد الأربعاء، ستبدأ النتائج بالظهور، لكن كل هذا لا يعبر عن فكرة واضحة لما سيكون عليه مجلس النواب القادم، إلا بعد أن تظهر النتائج الرسمية للانتخابات، ثم افتتاح الدورة الأولى من عمر المجلس العشرين، بخطاب العرش السامي، وتسمية حكومة جديدة، ثم التصويت على الثقة بها، وانطلاق الرحلة الأردنية الجديدة، على وقع ظروف ومستجدات وتحديات وآمال.. كلها مهمة وكثير منها «حساس»، ويعتبر جديدا.. فالرحلة مع المجلس المنتخب الجديد ستكون أيضا مهمة، وسيكون أداؤه محط اهتمام وذا تأثير كبير، سيما ونحن بانتظار ترجمة عملية على الصعيد السياسي لنتائج «التحديث السياسي» التي قيل عنها وفيها الكثير، ومأمول منها أكثر وأكبر.

«بكره الصبح»؛ بالنسبة لي على الأقل وفي ضوء المعطيات والأحداث الحالية، التي آمل أن لا يطغى عليها حدث ما مفاجىء يقفز بأهميته فوقها، فهو يوم جديد، لا أستطيع القفز إليه والتفاعل بشأنه، سوى بأمل بالله أن يكون لصالح الأردن، وطننا الذي صمد قرنا من الزمان على فوهة براكين كبيرة، ومن حقه علينا وحقنا عليه، أن نتقدم خطوات ونرتفع درجات، على طرق وسلّم المجد..

ترى يليق بنا المجد لألف سبب، لكنني سأختار سببا واحدا منها، وهو أننا جديرون بالمجد وبالوطن الأجمل والأفضل، بسبب ما صبرنا وصمدنا وتحملنا وبذلنا..

فالمجد للأردن ولشعبه العزيز.