هاريس تتفوق على ذاتها وتهزم ترامب !
د. حازم قشوع
كامالا فاقت التوقعات بهذه الجملة وما تحمل من معاني وما يتوقع أن تحدثه من أثر على الحواضن الانتخابية، نجحت كامالا هاريس بتقديم الحزب الديموقراطي خير تقديم، وبتقديم شخصية رئيس الجمهورية القادم بحلة المرأة القوية القادرة على التعبير بعدما نجحت فى بيان عما تحمله من برنامج عمل فى الشأن الداخلى على الصعيد الاقتصادي كما على المستوى الاجتماعي، وراحت تبين السياسة الخارجية في الملفات الساخنة حيث موقعه الاشتباك في اوكرانيا والنقطة الساخنه فى فلسطين التى بينت فيه موقفها بوضوح، مقدمة بذلك حل يقوم على حل الدولتين باعتباره الوسيلة الوحيدة التي بمقدورها انهاء الازمة الفلسطينية الإسرائيلية وفق عناوين تضمن الامن لاسرائيل مقابل الاعتراف بفلسطين.
مناظرة فيلادلفيا هذه جعلت من هاريس تتقدم خطوة للأمام وتسجيل نقاط فى مرمى ترامب الذي بدى مرهقا ومستهلك بأسلوبه التهكمي الديماغوجي فاقد المضمون، الأمر الذي جعلها تكون أقرب للوصول للمكتب البيضاوي بعدما جعل الكثير من المتابعين يغيرون مواقفهم المترددة ويذهبون لصالح هاريس بعد هذه المناظرة التي استطاعت فيها هاريس من تقديم شخصيتها ورسالتها اضافه للكاريزما بالتأثير التى ميزتها للشعب الأمريكي كما للعالم أجمع.
وحتى بيان الموقف وتحديد بوصلة الاتجاه وعنوان التوجه على كامالا هاريس ان تستمع إلى أصوات الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا يقفون أمام المبنى الوطنى فى فيلادلفيا حاضنة الدستور الامريكي، والذين هتفوا جميعا من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وكبح جماح نتنياهو وحكومته المتطرفة برفع الغطاء عن صوت التطرف والغلو باستخدام القوة، الذى سيقابل حتما بتطرف عندما سيكون من الصعب على الجميع السيطرة على مجريات الأحداث وستدخل المنطقة بمعركة شاملة سيكون فيها الخاسر العالم أجمع.
وهذا ما يجب على كامالا هاريس التنبه إليه واتخاذ خطوة تجاهه سيما أن نتنياهو اصبح بلا عقال رادع أو حتى ضابط يضبط تصرفاته الوحشية التي اخذت تريد فرض قانون القوة
على مجمل الأوضاع فى المنطقة مشوه بذلك صورة الولايات المتحدة باعتبارها الداعم الرئيسي لحكومة التطرف الإسرائيلية، وهذا من شأنه أن يزيد من حالة الاحقاد وتنمى الحالة العدائية ويجعل من مسالة استدراك ذلك بجملة فعلية عمل مهم كونه سيعيد ميزان الأمر لما ما يجب أن تقف عليه جملة الاتزان.
هذا اضافة الى ان موقفها الحازم الذى يمثله وقف العدوان على الشعب الفلسطيني سيجعلها تقدم صوت العدل بشخصية القاضية التى رسمتها باذهان المتابعين كما فى أذهان العالم أجمع كونها ستجعل لها أنصار كثر بموقف عملي سيحسب لها فى الحاضنه الأمريكية، الأمر الذي سيجعل من الجميع يقفون الى جانبها في المعادلة الانتخابية لاسيما وأن الولايات المتأرجحة النواة التعبيرية فيها تصنعها جملة المواطنة والحرية وحق تقرير المصير، وهي المبادئ التى تقف عليها هاريس كما يقف عليها أنصارها وداعميها من اليهود والعرب وهم بلا شك قادرين على ترجمة هذه الجمل السياسية وتسييلها بأصوات داعمة لهاريس فى صناديق الاقتراع، فهل ستستمع هاريس لصوت العدل وتقوم على ترجمة كاريزما تأثيرها على المشهد العام ؟ هذا ما ستجيب عنه الإدارة الديمقراطية التي هي مطالبة بموقف فاصل لا بجملة بيان فحسب.