دلالات عظيمة.. المولد النبوي الشريف
دلالات عظيمة ليوم استثنائي بتاريخ الأمة الإسلامية، يوم يحمل المعنى الحقيقي أن بعد العسر يسرى، وبعد الضيق الفرج، وبعد الصبر فرج، دلالات ليوم عظيم ربما نحن بأمس الحاجة اليوم أن نعيشها، في أيام نرى بها ونعيش ظلما قارب العام وقهرا وحربا على أهلنا في غزة، وامتدت مؤخرا لتطال أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
اليوم، تحيي الأمة الإسلامية في كافة بقاع المعمورة ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف اليوم 12 ربيع الأول، في هذا اليوم حيث وُلد سيد الخلق رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأحدث فوارق جذرية في حياة البشرية إذ أشرقت به شمس الحق والعدالة ونور المعرفة والعلم، هذا اليوم في ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي حفظ الله فيه بيته من أيادي أرادت به سواء، ليرتبط هذا اليوم في أذهان الأمة الإسلامية بمعاني الأمل والفرج، وأن مع العسر يسرا.
يوم يمنحنا يقين الفرج القريب بإذن الله، واليسر وفرج قريب، يوم حقيقة نعيش به يقين الأمل بغد سيحمل فرجا قريبا من الله، يذكّرنا بحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، التي عاش بها أشكالا متعددة من الظلم، والقهر من بعيد وحتى من قريب، عاش حياة تشكّل نموذجا يحتذى في طاعة الخالق قابلها مكافآت الخالق على هذا العطاء والصبر، ليأتي النصر لسيدنا محمد ولو بأقل عدد وامكانيات، وفي ذلك دلالات لكل ما يعيشه اليوم أهلنا في غزة، تجلت قدرة الخالق بكل يوم من أيام حياة سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، ليكون مولد مولده الشريف حاجة فكرية وإنسانية نقف أمامها نأخذ أملا وطاقة إيجابية نحتاجها ونحن نراقب أهلنا في غزة ففرج الله قريب بإذن الله.
يوم مولد سيد الخلق، في عام «الفيل» عندما تحركت جيوش أبرهة ليهدم الكعبة، ظنا منه أنه قادر أن ينهي معلما بل آخر معالم توحيد الله سبحانه وتعالى، ودارت حروب كثيرة ليرسل الله الطير الأبابيل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول) فكان النصر، كما هو المحتل اليوم يظن أن أسلحته الفتاكة التي يعتدي بها على أهلنا في غزة والضفة الغربية، قادر على النصر، ليأتي فرج الله ونصره، هي مقاربة ربما بعيدة التفاصيل، لكنها تمحنا يقين النصر، وتمنحنا يقينا أن هدم المساجد وأماكن العبادة جريمة أخلاقية ودينية وإنسانية، سيأخذ مقترفوها جزاءهم يوما، وحتما يوم ليس ببعيد، فرب العباد «يُمهل ولا يُهمل».
يوم بُشرى ويوم له دلالات عظيمة تؤكد أن الله يقف مع عباده المسلمين المرابطين المدافعين عن دينهم وحياة أطفالهم ونسائهم، وعن أرضهم، وعن مقدساتهم، الله يقف من عباده الصابرين، يوم تحييه الأمة الإسلامية كونه أشرقت به شمس أخرجتها من ظلمة التخبّط والاستعباد، إلى نور الإسلام والتقوى ورحابة ديننا الإسلامي، دين السلام والتسامح والعطاء من أجل الآخر.