100 غارة إسرائيلية على الجنوب اللبناني وبعلبك وجرود جبيل.. والخيار البري مطروح

لم تمض 24 ساعة على رد “حزب الله” بصواريخ “فادي1″ و”فادي 2” على ضواحي حيفا، مستهدفاً قاعدة رامات دايفيد ومجمعات صناعات عسكرية، حتى عادت إسرائيل إلى تصعيد غاراتها على أكثر من منطقة لبنانية، في إطار تبادل الضربات العسكرية، وطالت الغارات للمرة الأولى جرود منطقة جبيل، حيث سقط صاروخ إسرائيلي في منطقة الورديات، بين بلدة علمات الشيعية وبلدة إهمج.

وقد استفاق أهالي القرى الجنوبية وأهالي منطقتي بعلبك والهرمل على أصوات الانفجارات، في ظل هجمات واسعة النطاق، ما أدى، في حصيلة أولية، إلى ارتقاء شهيد وسقوط 6 جرحى. وترافقت هذه الغارات مع تهديدات إسرائيلية للسكان بإخلاء المنازل، التي تزعم إسرائيل أن “حزب الله” حوّلها إلى ثكنات عسكرية ومخبأ للصواريخ.

وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال “شن ضربات واسعة على مواقع “حزب الله” في لبنان، فيما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن بعض الغارات الإسرائيلية وصل عُمقها إلى 125 كيلومتراً داخل حدود لبنان. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى “أن سلاح الجو هاجم منطقة وادي لبنان الشمالي على بعد نحو 130 كيلومتراً عن الحدود الشمالية الإسرائيلية”، كما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى “أن أكثر من مئة غارة شنت على لبنان في وقت قصير جداً هذا الصباح”.

 ففي تمام الساعة السادسة والنصف صباح الإثنين،شنّ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 100 غارة جوية خلال نصف ساعة، استهدفت المناطق والأودية الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية، عبا وجبشيت، الشرقية والنميرية، أطراف كفرتبنيت والنبطية الفوقا، دير الزهراني ورومين وعزة، أطراف حومين الفوقا، أطراف النبطية الفوقا وحي الجامعات،  محيط أوتوستراد كفررمان والميدنة، أطراف يحمر الشقيف وأرنون، مرتفعات إقليم التفاح وجبل الريحان وأطراف بلدة سجد، محيط معبر كفرتبنيت سابقاً، أطراف أرنون وكفرتبنيت، والحسانية شرق صيدا.

وأدت الغارات على مناطق العباسية وباتوليه وعين بعال إلى أضرار جسيمة في المنازل والسيارات والمحال التجارية، وخاصة في مبنى وبرج بعلبكي في منطقة باتوليه عين بعال.

وتعرضت أحراج بلدة السريرة ومزروعاتها للحرائق جراء الاعتداءات الإسرائيلية على دفعتين، وناشد مختار البلدة حافظ كيوان الدفاع المدني التدخل لإخماد الحرائق.

وقد تحدث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في شأن أحدث الضربات العسكرية على “حزب الله”.

وكتب غالانت على منصة “إكس”: “قدمت للوزير تقييمًا للوضع في ما يتعلق بتهديدات “حزب الله” وأطلعته على عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي لتقليص قدرة “حزب الله” على شن هجمات على المدنيين الإسرائيليين”.

توازياً، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في كلمة مصوّرة، إن بلاده “ستضرب “حزب الله” بقوة وستعمل على تقليص قوته وإبعاده عن الحدود”. ونشر فيديو يدّعي أن “حزب الله” يخفي صواريخ “كروز DR-3 “، وهي صواريخ دقيقة متوسطة وبعيدة المدى، داخل منازل المدنيين”.

وقال: “بدأنا بقصف مواقع الحزب بعد الكشف عن نوايا لإطلاق النار على إسرائيل”، داعياً سكان الجنوب اللبناني إلى الابتعاد عن مواقع الحزب.

وجدّد هاغاري التأكيد على “عزم الجيش إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال”، متهماً “حزب الله” “بتحويل جنوب لبنان إلى ساحة مواجهة”، وقال: “الجيش الإسرائيلي يقول إن الضربات في لبنان ستستمر في المستقبل القريب”.

 ورداً على سؤال حول إمكانية التوغّل البري في لبنان قال: “الجيش الإسرائيلي سيفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن إلى الشمال”.

تزامناً، تم تداول رسائل نصية وصلت إلى هواتف سكان في جنوب لبنان للابتعاد عن مواقع “حزب الله”. ومما جاء فيها: “إذا كنت في مبنى يحتوي على أسلحة لـ “حزب الله”، فابتعد عنه حتى إشعار آخر”.

وبعد الحديث عن اختراق إسرائيل لشبكة الاتصالات الأرضية التابعة لهيئة “أوجيرو” في قضاء صور للاتصال بالمواطنين وإبلاغهم، من خلال تسجيل صوتي، بضرورة الإخلاء، نفى المدير العام لهيئة “أوجيرو” ​عماد كريدية ما جرى تداوله، وأوضح: “إن السيستم لدينا لا يستقبل اتصالات من “الكود” الإسرائيلي، وبالتالي إذا قام العدو بالاتصال عبر كود أجنبي رديف هذا لا يعتبر خرقًا للسيستم، بل تحايلاً على نظام “الإنترناشونال كود”، مشيراً إلى أنه “من حسن الحظ أن سنترالاتنا قديمة وهي صعبة الاختراق”.