تجارة الأردن": خطاب الملك بالأمم المتحدة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمواجهة التحديات

 


أكدت غرفة تجارة الاردن، أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها التاسعة والسبعين حمل مضامين ورسائل سياسية حازمة، وأبرز الأردن كداعم رئيس لتحقيق السلم والاستقرار العالمي.

وقالت الغرفة في بيان لها اليوم الأربعاء ان خطاب جلالة الملك يعكس التزام جلالته الثابت بحقوق الإنسان والدعوة للتعامل مع الأزمات بموضوعية، ويشدد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مواجهة التحديات.

وأضافت، إن جلالة الملك أظهر حرص الأردن على هويته الوطنية، والاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية والدوائية الى قطاع غزة، وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها، مؤكدة ان خطاب الملك تناول القيم الأساسية التي يجب أن تؤمن بها الأمم المتحدة والدول الأعضاء، لجهة التشديد على أن جميع البشر يجب أن يُعاملوا بنفس القدر من الاحترام والحقوق، وهذا يتطلب التزامًا فعليًا من الدول، إضافة الى أهمية خضوع جميع الدول للقوانين الدولية بشكل متساوٍ، مما يعزز من العدالة ويساهم في تحقيق السلام.

وأشارت الى ان الخطاب يعبر عن تاريخية اللحظة، حيث أظهر كيف أن الوضع الحالي يتطلب استجابة فورية، ما يخلق شعورًا بأن التاريخ يُكتب الآن، كما تضمن الخطاب دعوة للتفكير الجماعي، ويحث الجميع على التفكير بمستقبل العالم الذي نرغب فيه، ويطرح سؤالًا وجوديًا حول القيم التي نؤمن بها كمجتمع عالمي.

وشددت الغرفة على ان جلالة الملك حذّر بخطابه من تآكل الالتزام العالمي للقيم الإنسانية، حيث أكد ان الأمم المتحدة تتعرض لأزمات تهدد شرعيتها، وتتعرض سلطتها الأخلاقية لامتحان شديد بسبب عجزها عن حماية المدنيين في ضوء استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب الإبادة والعنف الممنهج ضد مئات الآلاف من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في فلسطين عامة وقطاع غزة بشكل خاص، واستخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب غير إنسانية ما يتطلب تحركًا من المجتمع الدولي لحماية حقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين الصهاينة.

وقالت، إن جلالة الملك يدرك أن تقويض المؤسسات الدولية والأطر العالمية هو بمثابة تهديد كبير يواجه الأمن العالمي، ما يعكس رؤية جلالته حول أهمية تعزيز مؤسساتنا الدولية لحماية الأمن العالمي، ويحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على إعادة التفكير بالقيم الأساسية مثل المساواة وحقوق الإنسان وتوحيد الجهود لتأكيد حقوق جميع البشر وعدم التسامح مع أي انتهاكات، وأهمية وجود إطار قانوني عالمي يضمن المساواة بين الدول، مما يعزز من الاستقرار والسلام.

وأكدت الغرفة ان جلالة الملك حذر من مخاطر التصعيد وأثره على المنطقة برمتها، وان تحقيق الأمن لا يمكن ان يتحقق باستخدام القوة العسكرية، وان الخيار الوحيد للمنطقة العيش بسلام وفقا للقيم الديمقراطية المتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة للجميع.
وأوضحت الغرفة ان جلالة الملك سلط الضوء بدقة متناهية وبالأرقام على حجم الفظائع والدمار الذي تتعرض له غزة، ما يعكس عمق التحليل والوعي بالقضايا الإنسانية ويلفت الانتباه الى حجم المعاناة هناك، وبما يسهم في حث المجتمع الدولي للتفاعل والقيام بمسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية، واتخاذ موقف واضح تجاه ما يحدث، ويشدد على مسؤولية الدول في حماية المدنيين.