ايمن الصفدي : إسرائيل يجب أن تتحمل مسؤولية جرائم الحرب التي ترتكبها
قال أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية والمغتربين، في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) عقد في مقر الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة، إن أطفال غزة يُقتلون ليس فقط بالقنابل بل بالتجويع والتعطيش وانتشار الأوبئة.
الصفدي: إسرائيل خرقت كل القوانين الدولية وقرارت مجلس الأمن والجمعية العامة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
وقال الصفدي إن المجتمع الدولي يجب أن تحكمه القوانين وليس الفوضى، مشيرا إلى أن إسرائيل اخترقت كل القوانين الدولية وقرارت مجلس الأمن والجمعية العامة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
وردا على سؤال لـ”القدس العربي” حول ممارسات إسرائيل ضد الأمم المتحدة وتمزيق ميثاقها في الجمعية العامة واتهام الأونروا بأنها منظمة إرهابية والدعوة إلى تدمير المنظمة الدولية، “فهل تنتمي هذه الدولة إلى عائلة الأمم المتحدة وإلى المجتمع الدولي؟” قال: “ما نريده في العالم العربي هو إنهاء العدوان على غزة والتصعيد في المنطقة وفتح الطريق أمام سلام دائم ينقذ فلسطين وإسرائيل وينهي مسلسل الدمار. ما نريد هو تحقيق السلام على أساس حل الدولتين. نريد تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو وعاصمتها القدس الشرقية. هذا ما نريده”.
وتابع الصفدي رده على قائلا: “ما تقوم به إسرائيل تقتل كل إمكانيات السلام في المنطقة وأخذ المنطقة إلى الهاوية. ما نراه الآن هو عدوان يشمل جرائم حرب الأسوأ في التاريخ المعاصر، وما نراه قتل أطفال أكثر مما رأيناه في التاريخ وهذه حقائق اعتمدتها المنظمات الإنسانية. لقد قتلت من الصحافيين أكثر من أي نزاع في التاريخ. وما تقوم به هو جر المنطقة إلى الهاوية والحرب الإقليمية. هذه الحرب يجب أن تتوقف وتتوقف فورا. انظر إلى حجم الكراهية التي جلبتها معها مما لا يساعد على العودة إلى طريق السلام. هذه الحكومة حولت إسرائيل إلى دولة منبوذة. فمن يؤيد هذه الحكومة لا يؤيد إسرائيل”.
الصفدي: إسرائيل تجر المنطقة إلى الهاوية والحرب الإقليمية
وأضاف “لقد وضعنا مبادرة للسلام منذ عام 2002. وهذه المبادرة ما زالت قائمة. فعندما تقوم حكومة إسرائيل بتحريض شعبها وشيطنة جيرانه إنما تضر بمصالح شعبها وتأخذهم إلى مستقبل قائم على النزاع والعنف. هذا يجب أن يتوقف. انتهاك القانون الدولي يجب أن يتوقف وانتهاك القانون الدولي الإنساني يجب أن يتوقف. إسرائيل دمرت مجتمعا في غزة من 3.2 مليون إنسان. حولت غزة إلى ركام. المدارس تحولت إلى ملاجئ الأطفال لا يجدون ماء للشرب. كيف يمكن لهذا التصرف أن يقود للسلام؟ الحرب يجب أن تنتهي والشروع في طريق لا رجعة فيه نحو إلى السلام”.
وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي” حول خطاب جلالة الملك عبدالله أمام الجمعية العامة وتحذيره من محاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن واعتبار ذلك خطا أحمر قال الصفدي: “إن كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني كانت واضحة ولا حاجة لتوضيحها وهي بأن الأردن لن يكون وطنًا بديلا للفلسطينيين ولن يسمح بتهجيرهم قسرًا. وسوف ندافع عن وطننا ولن نسمح بذلك. أنظر ماذا يحدث في غزة. أصبحت غير قابلة للحياة ولما تذهب إسرائيل وتدمر بيوت الناس إنما تدفعهم إلى التهجير. مصر قالت التهجير خط أحمر. الأردن قال التهجير خط أحمر. أنظر ما يجري في الضفة الغربية. ما يقوم به بن غفير وسموتريتش يعملان على تفجير الضفة الغربية. وانظر إلى الاعتداءات على الأماكن المقدسة. ولقد حذرنا أن هذا سيؤدي إلى مواجهات إقليمية. لن نسمح بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الآردن. الفلسطينيون عندهم بلدهم والأردن بلد الأردنيين وعندما تقام الدولة الفلسطينية ستعيش المنطقة في سلام”.
وقال الصفدي ردا على سؤال حول خطر اللاجئين على الدولة “ليست إسرائيل من تقرر من هو اللاجئ بل القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة، التي تخترقها إسرائيل”.
وأضاف الصفدي أن إسرائيل تحاول اغتيال وكالة أونروا سياسيا، في حال حاولت وصم أونروا بالإرهاب فلا يمكن للعالم السماح بذلك والحديث أن “أونروا” تشكل تهديدا أمر لا يمكن استيعابه”. وأكّد أنه “لا يمكن استبدال” وكالة أونروا، بالإضافة أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بالعمل الذي تقوم به كما لا يمكن الاستغناء عنها.
وأشار إلى أن الجميع بحاجة إلى الوكالة الأممية حاليا أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا دعم الأردن الكامل للوكالة، حيث ينبغي استمرارها في أداء عملها وفقا لقرارات الأمم المتحدة. كما يجب استمرارها في دعم الأطفال والرجال والنساء في غزة الذين يعيشون مأساة لم يشهد التاريخ مثيلا لها. ولفت الصفدي إلى أن موظفي أونروا قدموا تضحيات عظيمة، قائلا: “إسرائيل قتلت قرابة 222 من كوادر الوكالة”.
وقال لازريني ردا على سؤال “القدس العربي” إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بخير ولم يسقط من بينهم ضحايا وقد فتحت لهم ملاجئ داخل المخيمات كي يلجأوا إليها”.
وحول تبعات مشروع قانون في الكنيست الإسرائيلي يصنف الأونروا، منظمة إرهابية، وتبعات ذلك قال لازاريني “إن تم ذلك، أي أن تقوم دولة عضوة في الأمم المتحدة بتصنيف منظمة أممية كإرهابية، فسيكون هذا عمل سوريالي غير مسبوق. إن تم ذلك بالفعل فلن يكون هذا هجوما فقط على الأونروا، بل ضد نظامنا متعدد الأطراف. وستكون تبعات ذلك خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”. وقال إن إسرائيل أوقفت منح الموظفين الدوليين التأشيرات للعمل في الأرض الفلسطينية وأن آخر ما كان في القدس في شهر حزيران/ يونيو الماضي
القدس العربي