في بيان لحزب إرادة .. انها ليست حرب عابرة بل هي جزء من مشروع استيطاني ممنهج

إلى شعوب أمتنا العربية،
إننا نخاطبكم اليوم في وقتٍ تمر فيه أمتنا بأحد أخطر المنعطفات التاريخية، فنحن اليوم في مواجهةٍ مع عدوٍ صهيوني غاشم، يمضي بلا هوادة في تنفيذ مخططاته الكولونيالية التوسعية، التي تهدف لاحتلال مزيد من أرضنا العربية وتشريد أبنائها وتهجيرهم من أرضهم، فلقد شهدنا خلال هذا العام جرائم العدو الغاشم في غزة، حيث استباح هذا الاحتلال دماء الأطفال والنساء والشيوخ، والصحافيين وعمال الإغاثة، غير آبه بأي قيم إنسانية أو قوانين دولية، واليوم، ما زال هذا العدو يسفك الدماء العربية ببرودٍ ووحشية، وها هو الآن يعدُّ العدَّة لغزو لبنان، ساعياً لابتلاع المزيد من الأراضي العربية في مخطط توسعي يستهدف الوجود العربي على هذه الأرض.

إن ما يحدث الآن ليس مجرد حرب عابرة، بل هو جزء من مشروع استيطاني ممنهج، يريد تحويل الأرض العربية إلى امتداد لمستوطناته غير الشرعية، فالعدو لا يكتفي باحتلال فلسطين فقط بل يمضي قدمًا لتحقيق مشروع اسرائيل الكبرى، كما ويسعى هذا العدو الغاشم لفرض واقع جديد في الضفة الغربية، يجعل الحياة مستحيلة لأهلها، دافعاً بهم نحو التهجير القسري إلى الأردن، محاولةً منه لطمس الهوية الفلسطينية وتفريغ الأرض من أهلها، وهذا الموقف الخطير يستدعي منا جميعاً وقفةً واحدة، لتوحيد الصفوف وتوجيه البوصلة نحو مواجهة هذا الخطر الداهم.


نحن في الأردن، وبقيادة  جلالة الملك عبد الله الثاني، نقف في وجه هذه المخططات، رافضين التهجير ومؤمنين بقدرات جيشنا العربي المصطفوي على حماية وطننا وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بأمننا.

يا أبناء أمتنا، إن هذا المنعطف التاريخي الذي نعيشه يجب ألا يقابله التشتت والانقسام، بل يجب أن يكون هذا الخطر حافزاً لنا جميعاً على الوحدة والتكاتف فعادة الأمم أن تتوحد عندما تحيق بها الأخطار.


الشعب العربي العظيم  في كل قطر من أقطار هذا الوطن الكبير، إن معركتنا مع هذا الاحتلال معركة وجود، تستهدف أرضنا وهويتنا، ولذا فإن العمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأبرياء في فلسطين ولبنان من براثن هذا المستعمر الصهيوني.

فالمشروع العربي المشترك، لا يجب أن يبقى مجرد شعار، وعلينا أن نسير خطوة للأمام وفي الاتجاه الصحيح وأن نتكاتف ونعمل بكل طاقاتنا لمواجهة هذا الاحتلال الذي لا يترك فرصة لتفكيك مجتمعاتنا وزرع الفتنة بيننا، فالعمل العربي المشترك ليس خياراً، بل هو ضرورة وجودية لحماية أرضنا وشعبنا في كل الأقطار، ومقدساتنا في القدس .

كما ونؤكد في حزب إرادة على ثقتنا الراسخة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي وقف صامداً ضد كل مخططات التهجير التي تهدد وجود الفلسطينيين، وسارع دائما لنجدة كل الشعوب العربية وكان على الدوام كأبيه وجدَّه أول المدافعين عن قضايا العرب الحريصين على حماية حق الشعب العربي في فلسطين بالعيش في كرامة وإقامة الدولة المستقلة، ونوجه دعوة خاصة إلى شعبنا الأردني العظيم، أن يكون كما عهدناه دائماً نموذجاً في الوحدة والتلاحم مع قيادته الهاشمية دعمًا ومساندة للأشقاء العرب، لقد كانت القضية الفلسطينية، وستظل، القضية الأولى لكل أحرار العالم، وهي اليوم في أمسّ الحاجة إلى نصرتنا ودعمنا، فلنتحد جميعاً من أجل فلسطين، من أجل غزة التي ما زالت تنزف، ومن أجل الضفة الغربية التي تكافح للبقاء، ومن أجل لبنان الذي يواجه عدواناً جديداً.

وفي الختام، ندعو جامعة الدول العربية، لتشكيل لجنة عربية رفيعة المستوى، هدفها حماية لبنان ومنع الاعتداء على أي شبرٍ من الأرض العربية.

حزب إرادة، عمَّان، الأردن،٢-١٠-٢٠٢٤