خاص - المحرر

فيما تنشغل ماكنة صنع القرار الأردني، وعلى رأس هرم الدولة سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، بحل شيفرة الوضع المتأزم الذي يُحيط بالأردن سياسيا وعسكريا، وفيما تواصل الديبلوماسية الأردنية عبر وزارة الخارجية في مواكبة الجهود الملكية لتمكين الدور الأردني السياسي بأخذ موقعه وفرض أدواته، ظل رهان الأردنيين على برلمانهم بصورة هامشية جراء انحصار شكل ودور البرلمان في اي تعالق مع القضايا الكبيرة التي انحسرت فعليا بجهود الملك ، لتزداد رقعة الجفاء بين الشارع ومؤسسته البرلمانية وبصورة معلنة لا مواربة فيها او استيحاء.

وعلى التضاد من فكرة جذب وحث الإردنيين على استعادة الثقة بمؤسستهم البرلمانية، يقفز نواب التيار الاسلامي على الأسلاك الشائكة بطريقة فهلوية بهلوانية فيما يطرحونه من جدليات لا ترقى للعمل البرلماني، وذهابهم الى صغائر الأمور مقارنة بما يتوجب الأخذ به من قضايا مصيرية تهدد الاردن والقادمة من اليمين الصهيوني الذي اصبح الاردن لديه شغله الشاغل من عداء واستعداء ومؤامرات،مقابل "سواليف حصيدة" ابدع بها النواب الاسلامييون والتي بدأها نواب التيار بـ سميرة توفيق وقبلها مهرجان جرش لتكون ثالثة اسافينهم بعنوان صارخ وعريض حول خطر صهيوني يهدد الامن القومي الأردني، حيث يٌهيئ للسامع ان الاسلاميين بصدد كشف مخطط صهيوني نووي ضد الأردن، ليتضح ان العنوان لا يبتعد عن خلاطات حنفيات مياه مصنّعة بدولة الكيان!!

مع القفزات الاستعراضية البهلوانية السؤال الذي لا ينفك يُطرح في الصالونات الشعبية هل هذا ما وعد الاسلاميون به قبل فوزهم بالبرلمان؟؟ وهل كانت سميرة توفيق على رأس برنامجهم الانتخابي؟؟ واين برنامجهم الحقيقي وموقفهم من مؤازرة ومساندة بل والتماهي مع دور الأردن الرسمي، سيما وأن اخطار الحالة السياسية في المنطقة تهدد الأردن، وأمنه واستقراره.

والسؤال الاخر الذي يطرح نفسه بقوة اكثر الا يعلم هؤلاء بأن الاردن دولة عميقة ذات اركان متينة بمؤسساتها واجهزتها وجيشها ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تقارن او تشبه بحزب او جماعة هنا او هناك ، بل ومتى يتيقن السطحيين والوصوليين والانتهازيين بأن الوطنيين في البلد لم ولن يسمحوا لكائن من كان ان يمس امنه واستقراره وتاريخه ومقدراته ، وآخر دعوانا ان يتعلم الجميع من الدروس والعبر المستقاة من دول الجوار والتي ابتعدت عن الحفاظ على الاوطان فأذلتهم قوى الظلام والعدوان .