أفرض جدلاً يعني ..
النقد والتشكيك وحتى العناد، كلها مقبولة في المنطق، وهناك من رسم طريقا كبيرا من النجاح بالاعتماد على المنطق، فالعالم الصناعي القوي اعتمد العلوم لتحسين الحياة، وقطع مسافات على طريق التقدم العلمي، ونال مكاسب كبيرة ميّزته عن غيره، وفتحت له ابوابا استثنائية للتفوق وفرض كل ما يريد، علاوة على تحقق الهدف الأساسي من أي تطوير وتقدّم، وزيادة وتحسين في الإنتاج، وهو «تحسين ظروف حياة البشر»..
فماذا لو افترضنا جدلا، أن حكومة جعفر حسان قررت أن تتخلى عن «الزيارات الميدانية»، ما الذي يبقى لها يميزها عن سابقاتها؟
وماذا لو افترضنا جدلا يعني، بأن أعضاء مجلس النواب، الذين يستطيبون التشويق، ويتعهدون منذ الآن أن يقوموا بإلغاء نظام الموارد البشرية الجديد، ماذا لو افترضنا بأنهم نجحوا بالضغط على الحكومة للتراجع عن كل نظام الخدمة المدنية الجديد؟!
طيب افرض جدلا أنه قول أمريكي، وليس يهودي صهيوني، بأن إيران تحتاج «اسبوعا واحدا لإنتاج قنبلة نووية»، فهل يريد قائله أن تقوم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وربما كندا وألمانيا، بتوجيه ضربة أمس أو اليوم أو حتى الاثنين القادم، أي قبل نهاية اسبوع عن انتاج قنبلة نووية ايرانية، هل انتاج وصناعة القنبلة النووية أسهل من صناعة «زيتون رصيع أو لحم «مقدد»؟ .. ما هي نظرية الطبخ في هذه المطابخ؟
غدا الخميس؛ مساء، سيلتقي منتخبنا الوطني مع نظيره الكوري «مابعرف شمالي ولا جنوبي»، في مباراة ضمن تصفيات آسيا لبطولة كأس العالم، ونعلم بأن الاتحاد أو ربما الصحافة الكورية، أثارت موضوع نقل هذه المباراة خارج الأردن، بسبب «حروب الإبادة» التي تشنها أمريكا في المنطقة، وتدعمها بالمال والرجال والسلاح، لكن المباراة ستجري مساء غد الخميس، وهنا نقول أفرض جدلا يعني، بأن جماعة أمريكا نجحوا في انتزاع موافقة حلفائهم لضرب ايران أمس أو اليوم، وأثناء جريان المباراة على استاد عمان الدولي، وصلت وجبات الصواريخ الإيرانية الموجهة للبنى التحتية لعصابة اسرائيل الإرهابية في فلسطين، فهل سيقرر الحكم توقيف المباراة، ليتمكن اللاعبون والجمهور في الاستاد وأمام الشاشات من «الاستمتاع» بمنظر الصواريخ الإيرانية المتوجهة لتدمير الكيان الإرهابي المجرم الذي يحتل فلسطين ويمارس عمليات إبادة ضد العرب؟..الجمهور لا يمكنه أن يستمتع بمباراتين في الوقت نفسه، ونحن في هذه المنطقة نكرم الضيوف «بشكل شرعي»، ونتمنى لو أنهم يتوقفون عن أية مباراة ليشاهدوا المنظر الجميل، ولن يذهب الوقت سدى، فالمباراة سيجري استئنافها.. في الواقع والمنطق والقانون والعدالة أصلا لن تضيع أية مباراة، وسيتم إجراؤها حتى وإن تأجلت لظروف ما..
وافرضوا جدلا لو أنني لم أكتب هذه المقالة ولم يتم نشرها، ماذا ستخسر البشرية؟!.
«المِسعد» هو الشخص الذي يفكر بمنطق وليس الذي يرافق السعيد.