القاسم بين الروابط والاستيطان

نبض الحياة

 

عمر حلمي الغول

خلف ضجيج قنابل وصواريخ ومدافع الإبادة الجماعية، وأنين واوجاع وصرخات الأطفال والنساء والشيوخ تدور في أروقة الإدارة الأميركية ودولة الإبادة الإسرائيلية وبعض دول الاستسلام الابراهيمي التداول في مجموعة من السيناريوهات لتشكيل لجنة إدارية، أو إدارة محلية لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب الأكثر وحشية وإجراما في العصر الحديث، ووصول وزير خارجية الإدارة الأميركية أمس الثلاثاء 22 تشرين اول / أكتوبر الحالي لإسرائيل في جولته المكوكية ال12 لها، وال11 للمنطقة شديد الارتباط بملف الإدارة المحلية. فضلا عن، طرح واشنطن نموذج تمهيد الطريق لإنشاء رابطة قروية في بيت لاهيا/ حي العطاطرة شمال قطاع غزة كتجريب لمدى قابليته للحياة، بهدف تعميمه لاحقا في البلدات والقرى في عموم القطاع في حال نجاحه. وفق ما دون الصحفي الإسرائيلي شلومي الدار خبير الشؤون الفلسطينية في القناة 13 على صفحتة على موقع "اكس"، وكتب يقول، إن واشنطن تعتزم نشر 1000 مقاتل أميركي معظمهم من العاملين السابقين في الCIA لإنشاء حزام أمني في المنطقة، وتتيح الخطة لسكان الحي العودة الى منازلهم، مع تقديم المساعدة لهم لإعادة بناء منازلهم والمرافق العامة، وستقوم الحكومة الإسرائيلية بتعين مختارا محليا في منصب رئيس المجلس المحلي لإدارة شؤون الحي. وهو ما تمت موافقة الحكومة عليه، الذي ناقشه بالتفاصيل النهائية مستشار الامن القومي الأميركي، جيك سولفان مع ممثلين عن الشركة الأميركية المعنية بالأمر.

كما أن صحيفة "الاخبار" اللبنانية نشرت أمس رؤية جديدة حسب مصادر مصرية عليمة، تم التوافق المبدئي عليها في برلين بين الرئيس الأميركي وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا تتضمن وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الخرب الدائرة لليوم 383، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ووجود قوات دولية في محور فيلادلفيا ومعبر رفح والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتبادل الاسرى.

ووفق الصحيفة اللبنانية، فإن القاهرة وعمان تنتظرا وصول انتوني بلينكن اليوم الأربعاء لها لمناقشة هذا الخيار، وكذلك سيزور كل من السعودية والامارات وقطر. ووفق "الاخبار" فإن الدول الأربع قد تشكل عامل ضغط على إسرائيل. رغم ان القيادة المصرية ليست متفائلة بقبول إسرائيل للخطة، وقد تماطل استنادا لتجربتها الطويلة في التسويف والمماطلة لما بعد الانتخابات الأميركية، التي ستتم بعد أسبوعين.

وفي سياق آخر، عقد حزب الليكود مؤتمرا أول أمس الاثنين 21 تشرين اول / أكتوبر على غلاف غزة للشروع بإعادة الاستيطان في غزة، وشارك في المؤتمر العديد من وزراء الائتلاف الحاكم الاسرائيلي هم: بتسليئل سموتيريش، ويتسحاق غولدبنكوبف، وايتمار بن غفير، وميكي زوهر، وحاييم كاتس، وعميحاي شيكلي، ويتسحاق فاسترلاوف، وأوريت ستروك، وشلومو كارعي، وعميحاي الياهو، حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أمس.

وقال سموتيريش قبل انعقاد المؤتمر إن "غزة جزء من أرض إسرائيل، وأنه لن يكون هناك أمن دون استيطان غزة". وأضاف أن “العبرة الأساسية في السنة الأخيرة، أنه أينما يوجد استيطان يوجد أمن، وأينما يوجد مدنيون ثم أيضا وجود عسكري، ولا جدل في أن الجيش سيسيطر على قطاع غزة لفترة طويلة لإزالة الخطر الكامن فيها وتوفير الأمن لمواطني إسرائيل.”

وهنا نلاحظ الربط بين عودة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي لقطاع غزة، مع الشروع بإنشاء نموذج لروابط القرى. لا سيما وان بعض المتعاونين مع دولة إسرائيل فوق النازية أبدوا الاستعداد للتعاون معها. وهذا الامر رفضته القيادة الفلسطينية جملة وتفصيلا، عبر إرسالها رسالة للإدارة الأميركية بهذا الشأن، كما أن القيادة المصرية لم توافق على الخطط المذكورة آنفا، باستثناء ما نقلته جريدة "الاخبار" اللبنانية، وأكدت مصر على رفض وجود الجيش الإسرائيلي في القطاع، وأكدت على ضرورة تولي دولة فلسطين وحكومتها المسؤولية والولاية الكاملة على المعبر ومحور فيلادلفيا وكل مليمتر من ال365 كليو متر مربع من مساحة قطاع غزة.

ولهذا سعت القيادة المصرية لتجسير المسافة بين حركتي فتح وحماس لقطع الطريق على المخططات الصهيو أميركية الهادفة لتصفية دور منظمة التحرير ودولة فلسطين صاحبة الولاية على ارض الدولة كاملة وعاصمتاها القدس الشرقية. كما ان قيادة منظمة التحرير أكدت رفضها تشكيل اية لجان إدارية او إدارات محلية الاسم الحركي لروابط القرى، وشددت على تولي الحكومة الفلسطينية مهامها كاملة في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com