حجم هجوم إسرائيل على إيران لا يتعدى “هدف الشرف” في مباراة كرة القدم

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، السبت، هجوما على مواقع عسكرية إيرانية بأكثر من “مئة مقاتلة” وفق روايته، وقد يكون انطلاقا من الأجواء العراقية المتاخمة لإيران وبصواريخ كروز وقنابل انزلاقية بعيدة المدى تجنبا لأنظمة الدفاع الجوي لهذا البلد.

ونفذت إسرائيل الهجوم في إطار ما تعتبره الرد على الهجوم الذي تعرضت له أول أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بأكثر من مئتي صاروخ باليستي وفرط صوتي ومجنح إيراني. ومنذ بدء الحديث عن الرد المضاد، كان من أكبر التساؤلات هو طريقة الرد الإسرائيلي بحكم المسافة الجغرافية البعيدة وكذلك ضرورة خرق أجواء عدد من الدول للوصول الى إيران.

وتفيد إسرائيل بأن أكثر من مئة مقاتلة شاركت في الهجوم، لكن هذا لا يعني أنها كلها شاركت مباشرة في قصف أهداف إيرانية، لاسيما وأن كل المعطيات تؤكد أنه كان هجوما باهتا ومحدودا لحفظ ماء الوجه أكثر منه للإضرار بإيران ودون مستوى التهديد الصادر مسبقا عن وزير الدفاع غالانت يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بأن “الرد سيكون مفاجئا وفتاكا”.

ويبقى الراجح هو أن إسرائيل نفذت الهجمات أساسا بالصواريخ جو أرض من نوع JASSM-ER، التي يتم تركيبها على مختلف المقاتلات الموجودة لدى سلاح الطيران الإسرائيلي: إف 15، وإف 16، وإف 35. ويصل مدى هذه الصواريخ الى قرابة ألف كلم مما يجعل كل الأهداف التي جرى استهدافها في طهران وخوزستان وإيلام في متناول هذه الصواريخ من حيث المسافة وليس الضرب، لأن هذا يرتبط بمدى مستوى أنظمة الدفاع الجوي. كما قد تكون استخدمت قنابل انزلاقية، وهذا يعني أن الهجمات تمت من الأجواء العراقية دون اختراق الأجواء الإيرانية، تجنبا لأنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها إيران. ولو كانت المقاتلات الإسرائيلية قد خرقت الأجواء الإيرانية، لكانت المضادات قد أسقطت على الأقل واحدة أو اثنتين منها، لاسيما وأن إيران تمتلك نظام تشويش متطورا روسي الصنع وهو “مورمانسك بي إن”.

لو كانت المقاتلات الإسرائيلية قد خرقت الأجواء الإيرانية، لكانت المضادات قد أسقطت على الأقل واحدة أو اثنتين منها، لاسيما وأن إيران تمتلك نظام تشويش متطورا روسي الصنع وهو “مورمانسك بي إن”

ويبقى الراجح أن مقاتلات إف 35 هي التي تولت تنفيذ الهجمات بينما انحصر دور باقي المقاتلات، وهي إف 15 وإف 16، في تدمير بعض مضادات الطيران السورية والعراقية، التي قد تشكل خطرا على إف 35، وكذلك متابعة واصطياد الطائرات المسيرة العراقية والإيرانية في حالة استهدافها الكيان. وهذا يفسر لماذا بقيت المقاتلات الإسرائيلية في أجواء سوريا والعراق وكذلك الكيان استعدادا لمواجهة هجوم إيراني مضاد أو من “حزب الله” والحوثيين.

وإذا كانت إسرائيل قد أبلغت إيران مسبقا بالهجومللتقليل من الخسائر، وفق جريدة أكسيوس، وتفادي ضرب مقرات الحرس الثوري لدفع إيران الى عدم الرد، تكون تل أبيب قد أرسلت رسالة التهدئة الى طهران وأنها كانت تبحث فقط عما يسمى في كرة القدم بـ “هدف الشرف” عندما يكون الفريق خاسرا بأكثر من خمسة أهداف.

القدس العربي