ميقاتي: لا يمكن أن تستمر "إسرائيل" في عدوانها على لبنان دون حسيب أو رقيب

شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي على أنه لا يمكن أن تستمر "إسرائيل" في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد وجوده دون حسيب أو رقيب.

وقال ميقاتي في كلمة له في القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض، إن لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله، ويعاني من اعتداء "إسرائيلي" صارخ ينتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي وضعتْ لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

وأضاف: "هذا الاعتداء يأتي ليضاف إلى كم من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة. وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان  والاستقرار والازدهار في المنطقة. إنه لبنان الذي يتفق اللبنانيون جميعا على نهائية كيانه وفق مقدمة الدستور"المنبثق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ، هو لبنان السيد، الحر، المستقل، الوطن النهائي لجميع ابنائه .لبنان العربي الهوية والانتماء الملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة وهو احد مؤسسيهما، والملتزم شرعة حقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان.

وتابع ميقاتي: "لقد تسبب العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة،فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف  شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص. وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوإلى مليون ومئتي الف لبناني، على النزوح في غضون ساعات معدودة مما أضاف عبئا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية. وتأتي الآثار الاقتصادية لهذا التصعيد العسكري لتزيد من حجم المأساة، إذ ،وفقا لتقديرات البنك الدولي الأخيرة، قدرت الأضرار والخسائر المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار ، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن ، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى.

وأشار إلى أنه "لا يمكن لأي دولة أنْ تتحمل وحدها عبء هذا الدمار الهائل، فكيف بلبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة وغير مسبوقة منذ خمس سنوات".

ودعا ميقاتي إلى مساندة لبنان ومؤسساته الدستورية والسيادية والنقدية والاستمرار في ارسال المساعدات الانسانية والغذائية والصحية العاجلة والملحة. كما دعا دول الإقليم والعالم إلى احترام خصوصية لبنان ودعمه كنموذج تعددي يقتدى به في كافة المجتمعات التعددية".

وقال: "بانتظار الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى ديارهم، أعد لبنان برنامج دعم دقيق وشفاف لحسن ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الإنسانية لإقامتهم المؤقتة وإخلاء المدارس لإعادة التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائية والصحية، والتحضير ، وفور بلوغ مرحلة وقف إطلاق النار، لعودة الأهالي إلى قراهم، وذلك بإعداد برنامج للعودة. ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من إسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار ، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق. ويبقى الأساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقف اطلاق النار، وإرساء دعائم الاستقرار المستدام، مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.

وأضاف ميقاتي: "اليوم نجدد نداءنا إلى أصدقائنا من الدول العربية والإسلامية، وإلى المجتمع الدولي بأسره، للدفع معنا في الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء تنفيذ هذا القرار كمدخل لاستقرار دائم. يتمثل التحدي الاقليمي الابرز في القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ويصارع لنيل ابسط حقوقه الانسانية.اجدد الدعوة إلى وقف اطلاق النار في غزة، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم المستند إلى حل الدولتين".