حمادة فراعنة يكتب .. أيام سوداء قاحلة
حمادة فراعنة
بدون مواربة ستحظى خطوات المستعمرة التوسعية الالحاقية في الضفة الفلسطينية، لخارطة المستعمرة، ستحظى بالدعم الرسمي من قبل فريق الرئيس الأميركي المقبل ترامب.
بتسلئيل سموترتش، وزير المالية ووزير شريك بوزارة الدفاع، لدى حكومة نتنياهو، أعطى تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية، وكلتاهما تتبعان وزارة الدفاع، للبدء بإعداد البنية التحتية لتطبيق «السيادة» على الضفة الفلسطينية، أو ما يُسمونها «يهودا والسامرة» باعتبارها جزءاً من خارطة المستعمرة التوسعية، وفي تغريدة له على منصة «إكس» قال: « إن عام 2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على «يهودا والسامرة»، ومنصة «إكس» يملكها رجل الأعمال الأميركي الملياردير إيلون ماسك، الذي رشحه ترامب ليكون وزيراً من خارج حكومته، ليقدم المشورة والتوجيه، حتى لا يكون موظفاً عمومياً، وحتى لا يضطر للكشف عن مبلغ ثروته الحقيقية.
مايك هاكابي، السفير المرشح من قبل ترامب ليكون في تل أبيب، بوضوح قال إنه «يُعارض حل الدولتين»، وأنه «لن يستخدم مصطلح «الضفة الغربية» بل يوجد «يهودا والسامرة»، وهي «أرض الميعاد» ملك للأمة التي لها حق ملكيتها منذ 3500 سنة، أي منذ أيام إبراهيم».
وذكّر هاكابي ما قدمه ترامب للمستعمرة وهي: 1- الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، 2- نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، 3- الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وأنه سيمثل سياسة الرئيس ترامب، وأن ما يؤمن به ويقوله يتماشى مع توجهات رئيسه المقبل، خاصة بمعارضة حل الدولتين.
نتنياهو، نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية، تأكيده في محادثات داخلية مغلقة، بـ»ضرورة إعادة ضم يهودا والسامرة لجدول أعمال الحكومة، على أن يتم ذلك بعد تسلم ترامب إدارته في 20 كانون الثاني يناير 2025.
فريق الرئيس ترامب، على الأغلب هم من المتطرفين سياسياً، ومن المؤيدين للمستعمرة، ولذلك سيكون الموقف الأميركي أكثر استجابة لسياسات الائتلاف اليميني السياسي والديني المتطرف الذي يقوده نتنياهو.
النقيب الياهو اسحق نداف الضابط لدى جيش المستعمرة الذي ترك فلسطين هارباً ولاجئاً سياسياً على أثر الجرائم التي قارفها جيش الاحتلال قال إن تعمليات قيادة الجيش أبلغتهم «أن القرار اتخذ بمسح غزة بالكامل، دون أي رحمة أو اعتبارات» رداً على عملية 7 أكتوبر 2023، وهذا ما يُفسر حجم وشكل الهجمات الشرسة التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة، وحجم الدمار بالقصف والتفجير المتعمد لجعل قطاع غزة بكامله لا يصلح للحياة والعيش الطبيعي السوي، وقال النقيب الذي هاله ما حصل: «لقد استخدمنا عتاداً حربياً من صواريخ وقنابل وقذائف حسب سجلات المستودعات التي كنت أعمل بها، تجاوزت 139 ألف طن من العتاد الحربي، وكان من بينها 19 ألف طن من القنابل التي تزن 995 كيلوغراماً من المتفجرات الشديدة الانفجار، هذه حقيقة، وكانت تعليمات القيادة السياسية للجيش لا تبقوا على شيء في غزة: لا بشر ولا حجر».
الأيام السوداء القاتلة التي مرت على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طوال العام، سيتلوها قرارات سياسية تشمل الضم والإلحاق وإزالة أي مظاهر يمكنها مراكمة الوضع الإنساني والسياسي،حتى لا تصل إلى حل الدولتين، وزيادة المواجهة وتقليص مساحات حرية التحرك لدى السلطة الفلسطينية، وإنهاء مظاهر سيطرة حركة حماس في قطاع غزة.
المعركة لن تتوقف، حتى ولو وقع وقف إطلاق نار مؤقت، وهذا ما ستشهده الأيام الأكثر سواداً في الصراع السياسي.