رسالة جلالة الملك .. (بوابة جديدة للبناء والعزة الوطنية)

**بقلم:  عوني الرجوب**

في لحظة تاريخية، حملت في طياتها طموحات شعبٍ، وأماني وطنٍ، ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، أطال الله في عمره، كلمته أمام مجلس الأمة في افتتاح الدورة العشرين. 
حيث كان هذا الخطاب بمثابة خارطة طريق جديدة، محملة برؤية ملكية صادقة تسعى إلى بناء أردنٍ قوي، مزدهر، ومتين على المستويين الداخلي والخارجي.

**الوصاية الهاشمية والقدس خط أحمر**
ابتدأ جلالته حديثه بتأكيد الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، موضحًا أن هذا الالتزام ليس مجرد واجب سياسي، بل هو رسالة هاشمية مستمدة من إرث الآباء والأجداد. حيث شدد قائلاً: "ستبقى قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية". 
إن هذه الرسالة تؤكد للعالم أجمع أن القدس بالنسبة للأردن ليست قضية سياسية عابرة، بل هي جزء من وجدان كل أردني، وخط أحمر لا يمكن المساس به.

**الجيش والأجهزة الأمنية... حماة الوطن ودرعه الصلب**
تجلت لغة الجسد لجلالته بثبات وثقة وهو يتحدث عن أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مُشيدًا بجهودهم في حماية الوطن ومساندة الأشقاء. 
هذه الفئة البطولية التي قدمت الدعم لأهل غزة، مدعومةً بإرادة لا تلين، كانت وستبقى مصدر فخر واعتزاز لكل أردني.

كما أشار جلالته بيده الى الجيش والاجهزه الامنيه وقال : "هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب بكل شرف".

**دعم الأشقاء في فلسطين وغزة**
وجاء خطاب جلالة الملك في وقتٍ استثنائي يعصف بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها غزة. 
جلالته لم يتوانَ في تأكيد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، مُشددًا على أن السلام العادل هو السبيل الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي الواقع عليهم. وهذا يعكس رؤية الأردن الثابتة والمبدئية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

**رسائل واضحة... لا مغامرة في السياسة الأردنية** وقال جلالته
"نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها". 
بهذه الكلمات الواضحة، أرسل جلالة الملك رسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن الأردن يسير بثبات نحو المستقبل، مستندًا إلى إرثه الهاشمي وانتمائه العربي والإنساني. فالسياسة الأردنية، كما وصفها جلالته، تقوم على الحكمة والعقلانية، بعيدًا عن أي مغامرات قد تضر بمصالح الوطن.

**مرحلة جديدة... لبناء قواعد نيابية متجددة**
في إشارة مباشرة إلى أعضاء مجلس الأمة، دعا جلالته إلى تأسيس مرحلة جديدة ترتكز على العمل النيابي الفاعل والمتجدد. حيث أكد أن التنافس يجب أن يكون على البرامج والأفكار، وعلى المجلس أن يعبر عن مصالح الدولة بكل نزاهة.

هذا التوجيه الملكي يعكس حرصه على أن تكون السلطتان التشريعية والتنفيذية في تناغم وتكامل لتحقيق تطلعات الشعب الأردني.

**الشباب... طاقة المستقبل وبناة النهضة**
أبرز جلالته دور الشباب في بناء المستقبل، حيث دعا إلى تمكينهم وإعدادهم لوظائف المستقبل. فالجيل الشاب هو عماد النهضة الأردنية، ولديهم القدرة على الإبداع والابتكار إذا أُعطيت لهم الفرصة. وقال جلالته بحزم: "هدفنا توفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب".

**العلاقات الخارجية... بوابة الأردن للعالم**
جدد جلالة الملك التأكيد على أهمية العلاقات الأردنية الفاعلة مع جميع دول العالم، معتبرًا أن هذه العلاقات تشكل رافعة للنمو الاقتصادي. إن استثمار الأردن في علاقاته الدولية يُعزز من قدراته الاقتصادية ويمكنه من تحقيق التنمية المستدامة.

**الأردن القوي العزيز**
واختتم جلالته كلمته بالرسالة الأهم: "سيبقى الأردن عظيماً وطناً طيباً مباركاً بأهله وأرضه". إن هذا العهد الذي قطعه جلالته أمام شعبه، يجعلنا أكثر ثقة بأن الأردن سيبقى شامخًا بقيادته الهاشمية، وجيشه، وكفاءاته الوطنية.

إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم، كان بمثابة شحنة من الأمل والعزم لنا جميعًا، وعلينا كمواطنين أن نكون على قدر المسؤولية، ونقف صفًا واحدًا مع قيادتنا لتحقيق تطلعات الوطن. فهذا الوطن الذي نتفيأ ظلاله، هو أمانة في أعناقنا، وجلالته لم يترك لنا خيارًا سوى التقدم والمضي قدمًا نحو مستقبلٍ نصنعه بإرادة لا تعرف الانكسار.

 **د عوني الرجوب**
 "سياسي ودبلوماسي"