العضايلة : الحالة العربية ضعيفة وعاجزة والمخططات الصهيونية قد تمتد إلى الأردن .. فيديو
هذا المقال يستعرض بشكل شامل خطاب المهندس مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، والذي تناول فيه أبرز التحولات التي طرأت على المشهد السياسي في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر. يشكل هذا الخطاب رؤية تحليلية معمقة للصراع بين المشروع الصهيوني والإرادة الشعبية في المنطقة، مع تسليط الضوء على المخاطر المحدقة بالأردن والعالم العربي.
السابع من أكتوبر: بداية حقبة جديدة في الشرق الأوسط
أكد المهندس مراد العضايلة أن السابع من أكتوبر يمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع القائم في المنطقة. واتفق على أن هذا التاريخ ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو بداية لمرحلة جديدة تفرض تحديات كبرى على جميع الأطراف. أشار العضايلة إلى أن كلًا من إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية، رغم اختلاف أهدافهما، تتفقان على أن ما بعد السابع من أكتوبر لن يكون كما قبله.
إرادتان متصارعتان
وضع العضايلة الصراع في إطار وجودي بين إرادتين:
• الأولى: إرادة المشروع الصهيوني والغربي، الذي يسعى لترسيخ هيمنته على المنطقة.
• الثانية: إرادة شعوب المنطقة، التي تحاول التحرر من الهيمنة واستعادة سيادتها بعد أكثر من قرن من التقسيم والاستعمار.
تطورات الصراع: من غزة إلى الضفة الغربية
1. معركة غزة: أزمة الكيان الصهيوني
أشار العضايلة إلى أن إسرائيل دخلت حربها على غزة لتحقيق ما اعتبرته “حسمًا ضروريًا”، لكنها تواجه فشلًا واضحًا في تحقيق هذا الهدف. المقاومة الفلسطينية، بحسب العضايلة، أعدّت نفسها لصراع طويل الأمد، واستطاعت أن تضرب العمود الفقري للمشروع الصهيوني القائم على مبدأ الردع.
وأوضح أن إسرائيل تجد نفسها مضطرة إلى استمرار الحرب رغم خسائرها المتزايدة، لأن أي توقف دون تحقيق النصر يعني انهيار الكيان الصهيوني من الداخل، حيث تتزايد مؤشرات ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
2. الجبهة الشمالية: حزب الله في المعادلة
لفت العضايلة إلى أن إسرائيل حاولت فتح جبهة مع حزب الله في لبنان، ولكنها لم تحقق أي نجاحات تُذكر. وبيّن أن هذه المحاولات تعكس الأزمة التي يعيشها الكيان الصهيوني في ظل عجزه عن مواجهة المقاومة في غزة، ناهيك عن التصدي لجبهات أخرى.
3. الضفة الغربية: المعركة القادمة
ركّز العضايلة بشكل كبير على الضفة الغربية، معتبرًا أنها ستكون عنوان الصراع القادم. وأكد أن الكيان الصهيوني ينظر إلى الضفة على أنها “يهودا والسامرة”، وهو ما يدفعه لتكثيف الاستيطان والعمل على تغيير الواقع الديمغرافي لصالحه.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر الضفة جزءًا أساسيًا من مشروعها التاريخي، مما يجعلها الساحة الأهم في معركة فرض السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية.
الأردن في قلب التحديات
1. التهديدات الصهيونية للأردن
حذر العضايلة من المخططات الصهيونية التي قد تمتد إلى الأردن، مشيرًا إلى أن أي تحرك باتجاه الضفة الغربية سيؤثر مباشرة على أمن واستقرار الأردن. وأكد أن المملكة بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة أي تطورات مستقبلية قد تشكل تهديدًا وجوديًا.
2. الدور العربي الغائب
انتقد العضايلة الحالة العربية الراهنة، واصفًا إياها بالضعيفة والعاجزة عن مواجهة التحديات. وأشار إلى أن الأنظمة العربية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الإخفاق، داعيًا إلى إعادة النظر في السياسات القائمة التي تعتمد على الخارج، والعمل على بناء استراتيجيات ذاتية قادرة على التصدي للمخاطر.
أولويات المرحلة المقبلة: رؤى استراتيجية
1. تعزيز الجبهة الداخلية
دعا العضايلة إلى بناء جبهة داخلية قوية في الأردن تقوم على الوحدة الوطنية والاعتماد على الذات. وشدد على ضرورة إصلاح الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على القروض والمساعدات الخارجية.
2. تطوير قدرات دفاعية محلية
اقترح العضايلة إنشاء جيش شعبي وتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية لتأمين البلاد من أي تهديد خارجي.
3. تعبئة وطنية شاملة
شدد العضايلة على أهمية تعبئة الشعب الأردني بشكل كامل لمواجهة التحديات القادمة، مع تعزيز الوعي بأهمية حماية الدولة والدفاع عن سيادتها.
4. دعم القضية الفلسطينية
أكد العضايلة أن الأردن يجب أن يظل داعمًا للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن هذا الدعم هو جزء أساسي من الحفاظ على الأمن القومي الأردني ومواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة.
الصراع في سياق عالمي
أشار العضايلة إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم محور اهتمام عالمي، حيث تصاعدت الأصوات المناهضة للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية. وأكد أن هذه التحركات الشعبية العالمية تمثل فرصة للدول العربية لاستعادة دورها المفقود، شرط أن تتحلى بالجرأة والمبادرة.
خاتمة: معركة طويلة الأمد
اختتم العضايلة خطابه بتأكيده أن الصراع الحالي في المنطقة ليس مجرد نزاع سياسي، بل هو معركة وجودية ستمتد لسنوات طويلة. الشعب الفلسطيني والمقاومة، من جهة، والمشروع الصهيوني، من جهة أخرى، يخوضان صراعًا يحدد مستقبل الشرق الأوسط.
دعا العضايلة إلى تعزيز الوعي الشعبي بأهمية هذه المعركة وإلى ضرورة تبني استراتيجيات جديدة على المستويات الوطنية والإقليمية لمواجهة التحديات القادمة. حفظ الله الأردن قويًا ومستقلًا، ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المستمر من أجل الحرية.