انطلاق مؤتمر الاستجابة الوطنية لفيروس نقص المناعة

عمان 26 تشرين الثاني عامر حياصات- بدأت اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الوطني العلمي الثاني للاستجابة الوطنية للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري بين التحديات والتطلعات الذي ينظمه مركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع، بحضور عدد من الأطباء والمتخصصين والمهتمين في ذات الشأن.

وقال رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان، الدكتور ياسين الحسبان، مندوبًا عن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إن المؤتمر يأتي بالتزامن مع الوضع القائم في غزة، حيث دمرت الحرب المساجد والكنائس والمستشفيات وأحرقت الحجر والشجر، مشيرا الى ان مؤازرة الشعب الأردني لشقيقه الفلسطيني من خلال نقل معاناته الى العالم والدعم الطبي واللوجستي سيبقى قائما وبلا توقف وسنجي ثماره خيرا.

وأشار الحسبان الى أن القطاع الصحي الأردني في العقد الاخير اصبح رائدا على المستويين المحلي والعالمي من خلال تطوره وإنجازاته، موضحا ان هناك حاجة ماسة لإعداد خارطة أوسع وأشمل لجمع مكوناته تحت هيئة واحدة متخصصة لتنظيم القطاع الصحي في الأردن في سبيل التماشي مع التطور الصحي العالمي.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز سواعد ، عبدالله حناتلة، إن قضايا الصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري تواجه الكثير من التحديات التي تحول دون الوصول الى المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة ومحدودية الطلب عليها بالرغم من شدة الاحتياج، ما يضعنا أمام مسؤوليات جسام تتطلب المزيد من العمل والتحديث والتطوير للتماشي مع معطيات الرقمنة والحداثة ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تشهد استخداما واسعا من قبل الشباب .

وأضاف، أنه اصبح من الواجب علينا البدء بالتوعية والتثقيف والإسراع في إتاحة الفحوصات السريعة والذاتية لتعزيز الكشف عن الفيروس والبدء فورا بالعلاج عند ثبوت الإصابة، مؤكدا أن الاجراء المناسب في الوقت المناسب يحقق العديد من الفوائد، بينما التأخير يزيد من الأعباء والتحديات التي تعوق الاستجابة الوطنية للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة.

بدوره، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، حمير عبد الغني، إن القضايا الحيوية التي تتعلق بالصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة لا تقتصر فقط على الصحة العامة، بل تشكل جزءا من التنمية الاقتصادية والحقوق، حيث ان الفيروس لا يهاجم الجسد فقط، بل يمس أيضا حقوق الانسان الأساسية، ما يعيق التقدم على المستويين الاقتصادي والصحي.

ولفت الى ان الفيروس أدى الى وفاة اكثر من 40 مليون شخص في العالم حتى منتصف عام 2023، كما سجل ما يقارب 4 ملايين إصابة جديدة، نصفهم من النساء والفتيات، مبينا انه بالرغم من الانخفاض العالمي للإصابات بنسبة 39 بالمئة منذ 2010، إلا أنه وفي نفس الفترة شهد ارتفاعا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 116 بالمئة، ما يعكس الحاجة الملحة لتحسين برامج الاستجابة والوقاية منها .

وأوضح أن الأردن حقق تقدما كبيرا في مجال الوقاية من الفيروس من خلال برامج الاستجابة الوطنية، حيث اصبح من ضمن المناطق ذات الانتشار المنخفض الملموس، مع معدل انتشار اقل من 0.1 بالمئة، مؤكدا ان العدد التراكمي للمصابين في الأردن حتى نهاية عام 2023 بلغ ما يقارب 628 حالة بنسبة 22 بالمئة للأعمار ما بين 15-22 سنة و 9 بالمئة بين الاناث.

وقال مسؤول فريق الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، عدي ابراهيم، إن ظاهرة انتشار فيروس نقص المناعة البشري اصبح حالة صحية مزمنة يمكن التحكم بها من خلال توفير الوقاية الفعالة والتشخيص المبكر والعلاج والرعاية الصحية، ما يوفر للمصابين بالفيروس حياة صحية طويلة وكريمة .

واشار الى أن منظمة الصحة وضعت استراتيجيات طويلة الامد لمجابهة مخاطر نقص المناعة والتهاب الكبد الفيروسي نوع C و B والامراض المنقولة جنسيا، تهدف الى تطوير وتعزيز اوجه التنمية المستدامة في حلول عام 2030 ولاتخاذ اجراءات مشتركة ومحددة في دعم بلدان العالم وتعزيز التعلم وايجاد العديد من الفرص للاستفادة من الابتكارات العلاجية والمعلومات الجديدة، ما يحقق رؤية مشتركة في انهاء الاوبئة وتعزيز التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الاولية والقدرة الى الوصول الى خدمات صحية عالية الجودة.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين، عدة محاور طبية وصحية وعلمية، أهمها آخر المستجدات في منهجية الوقاية، وابرز الامراض المنقولة جنسيا ومستقبل فيروس نقص المناعة البشري، اضافة لإبراز دور وزارة الصحة والمجتمع المدني في دمج خدمات فيروس نقص المناعة ضمن خدمات الصحة الانجابية والجنسية.

كما يناقش اهم الأمراض الانتهازية واهم طرق تخفيف الضرر الناتج عنها ومنهجية خفضه في السياق المحلي الأردني واقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالادلة والحقائق، إضافة لجلسة يقودها بعض المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.