اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ..تذكير بوقف الإبادة والتجويع

عمان 29 تشرين الثاني بشرى نيروخ- من قلب الألم والجراح والتجويع المقصود وحرب الإبادة في غزة يصادف اليوم الجمعة "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" الذي يعتبره كثيرون إشارة قوية للالتزام الدولي تجاه القضايا الإنسانية والحقوقية المرتبطة بالفلسطينيين، وسط تحذيرات خبراء في الشأن السياسي من تداعيات ما يجري على الأرض الفلسطينية.

وفي خضم هذا كله يلعب الأردن دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مُجدداً التزامه بدعم الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، مواصلا جهده في الدفع نحو حل الدولتين كسبيل لإحلال السلام الدائم في المنطقة.

خبراء في الشأن السياسي بينوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الآثار المأساوية لآلة الحرب الإسرائيلية وما خلفتها من استشهاد عشرات الآلاف من الشهداء وأكثر من مئة ألف جريح، والمزيد من المفقودين، وتشريد العديد من العائلات، تستدعي تحركا فوريا لوقف العدوان على غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تعصف بلا هوادة بالمدنيين العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ.

وبينوا أن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام فرصة لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة للفلسطينيين، خاصة في غزة.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان قال، اعتمدت الأمم المتحدة في عام 1977، يوم 29 تشرين الثاني من كل عام يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني كمناسبة دولية تذكر العالم بواجب نصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة ويعود اختيار هذا التاريخ لتزامنه مع قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.

وأشار إلى أن قرار الجمعية العامة رقم (40/32ب)، والصادر عام 197 تضمن أمورا مهمة ذات صلة وثيقة بحقوق الشعب الفلسطيني وهي نشر المعلومات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني على أوسع نطاق وبكافة الوسائل، وإنشاء وحدة خاصة معنية بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة الذكرى 47 لإحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وما تضمنه من قرارات إدارية وثقافية وإعلامية متصلة بقرار إعلانه، إضافة إلى غيره العشرات وربما مئات القرارات الدولية ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالقضية الفلسطينية والقدس، والتي لم تنفذ جميعها حتى الآن، تؤكد أن ما نراه طيلة عقود من الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا تماد في الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى الفلسطينية وخاصة في القدس وتوسيع في المستعمرات وإنكار حل الدولتين الذي ينادي به العالم أجمع.

وقال، في غزة والضفة الغربية ارتقى نحو 45 ألف شهيد، وهناك 110 آلاف جريح ومليوني نازح و17 ألف حالة اعتقال وأكثر من 160 ألف مبنى متضرر، وما يزال الجرح ينزف والأرواح تزهق وآلة القتل الإسرائيلية تمعن في الذبح والإبادة.

وأكد أن الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى متمسكاً بموقفه التاريخي الثابت والحافل بالتضحيات والجهود المشرفة الداعمة لحق الأهل في فلسطين والقدس، بما في ذلك حقهم بتقرير مصيرهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان قال، إن الفلسطينيين اليوم خاصة في غزة في أمس الحاجة إلى التضامن وإيصال المساعدات وهي حاجة ملحة في ظل الظروف الصعبة في غزة والمجاعة التي تهددهم، مشيرا الى أهمية الدعوة التي وجهها جلالة الملك للعالم خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بضرورة إنشاء جسر لإمداد غزة بالمساعدات اللازمة، مؤكدا جلالته أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 هو الطريق لإحلال السلام في المنطقة.

وتابع: لا بد لنا أن نذكر الدور الكبير الذي قامت به الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ويترجمها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، والتي تمثلت بجولات مكوكية في مختلف الدول من أجل حشد الجهود لوقف الحرب على غزة بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لها، وهذه الجهود ما هي إلا تأكيد على موقف الأردن الثابت لنصرة غزة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته.

وبين أن الأردن يؤكد مجددا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على مواقفه القومية تجاه قضايا أمته، وعلى رأسها قضية فلسطين شعباً وأرضا ومقدسات انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لنا هي قضية أردنية أيضا بأبعادها القومية والتاريخية والحضارية والإنسانية، وهي قضية قومية وعهدة عمرية يحملها ملوك بني هاشم، ومن حولهم أبناء شعبهم الأردني العربي الوفي يدافعون عنها بالغالي والنفيس.

وقال: في هذا اليوم نحيي صمود أهلنا وأشقائنا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونؤكد على دعم الأردن لهم بقيادة جلالة الملك ومساندتهم في نضالهم العادل والمشروع لنيل حقوقهم الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، ورد كافة المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال: بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يحتفل الفلسطينيون في 29 نوفمبر من كل عام. هذا اليوم الذي يُعدُ مناسبة عالمية للتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعيش بكرامة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقد أُقر هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة عام 1977، إحياءً للقرار 181 لعام 1947 الذي قسّم فلسطين إلى دولتين وما تبعه من معاناة للشعب الفلسطيني.

وأضاف تأتي مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، وما يترتب عليه من نتائج مأساوية تجعل الوضع صعبًا على المستوى الإنساني. منذ تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل عمليات تدمير واسعة النطاق، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا بين المدنيين ودمار كبير في البنية التحتية، ما أثار ردود فعل دولية واسعة دون الوصول إلى وقف إطلاق النار، واستمرار معاناة سكان القطاع، نتيجة تلك الاعتداءات الإسرائيلية.

وبين أن الأردن يقوم بتحركات جادة على مسارات عدة بشكل جاد؛ لدعم الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه. على الصعيد السياسي، قادت المملكة جهودًا سياسية مكثفة في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى اتصالات ملكية مكثفة مع قادة العالم لحشد الدعم للشعب الفلسطيني وإيقاف الرد الإسرائيلي غير المتناسب مع الحدث، فالأردن يعمل على نقل الرواية الحقيقية للصراع، والذي يعود إلى عقود مضت وليس منذ 7 تشرين الأول.

وركز على أن الأردن يقدم دعماً إنسانياً كبيراً غير محدود، بإرسال قوافل إغاثة تشمل مواد إغاثية وأدوية ومستلزمات طبية، وكذلك استخدام المستشفيات الميدانية الأردنية لإسعاف الفلسطينيين وعلاج جرحاهم ومرضاهم. إضافة إلى ذلك، يواصل الأردن الدفاع عن القدس والمقدسات الدينية، باعتباره الوصي على هذه المقدسات، ويسعى لنيل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة وحقهم في مقدساتهم الدينية؛ رافضا الانتهاكات الإسرائيلية بحقها.

ولفت إلى أن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل فرصة لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة للفلسطينيين، خاصة في غزة. ويواصل الأردن دوره السياسي والإنساني، ولا يدخر جهدا في محاولة تقديم أقصى ما لديه لدعم الأشقاء الفلسطينيين.

رئيس جمعية يوم القدس سائد البديري قال:"بمناسبة اليوم العالمي للتضامن، نرفع صوتنا عالياً أمام الضمير العالمي من أجل إحقاق الحق وشرف نضال الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية للتحرر من الاحتلال الغاصب مثل سائر شعوب العالم".

وأضاف: نتوجه بنداء إلى الضمير العالمي، وكل أحرار العالم ومناصري الشعب الفلسطيني للالتفات إلى معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة، والوقوف مع قضيته العادلة في إقامة وطن له على الأرض الفلسطينية المغتصبة وعاصمتها القدس التاريخية.

وقال:"نحن نستصرخ العالم لوقف الحرب البشعة والمجازر التي تُمارس بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وندين المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ونتطلع إلى تجديد التضامن مع بطولات الشعب الفلسطيني وما يسطره في معركة الوجود لا الحدود".

ودعا مجلس الأمن الدولي، وكل المنظمات الدولية إلى إدانة وشجب الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وقال "نناشدهم العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وزنازينه، وتمكينهم من نيل حقوقهم الكاملة في الاستقلال، وإنهاء الاحتلال". و

الباحث والمحلل السياسي نواف الزور، أشار إلى أن هذا اليوم، على الرغم من دلالاته المعنوية، لا يلبي الطموحات الوطنية الفلسطينية، قائلا: نعتقد أن التضامن الدولي المعنوي والإعلامي مع فلسطين لا يكفي في هذه الحالة، فهناك مجموعة من الاستحقاقات السياسية والقانونية والأخلاقية المترتبة على الأمم المتحدة، وعلى دولة الاحتلال والتي يجب أن تتحقق.

وقال الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالته بهذه المناسبة على الموقع الإلكتروني: "في هذا اليوم من كل عام، يقف المجتمع الدولي متضامنا مع كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه وعدالة قضيته وتقرير مصيره. وإحياء الذكرى هذا العام مؤلم بشكل خاص؛ لأن تلك الأهداف الأساسية بعيدة المنال عما كانت عليه في أي وقت مضى".

وشدّد على أنه آن الأوان لوقف فوري لإطلاق النار ، وإنهاء الاحتلال غير القانوني للأرض الفلسطينية، بحسب ما أكدته محكمة العدل الدولية والجمعية العامة؛ وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو تحقيق حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

يشار إلى أنه يجري الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بتاريخ 29 تشرين الثاني منذ عام 1979، إذ وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نفس هذا التاريخ في عام 1947، قرار تقسيم فلسطين. بات هذا القرار يُعرف باسم خطة تقسيم فلسطين أو قرار رقم 181 (د-2)، ويقضي بإنشاء دولتين على أرض فلسطين، دولة عربية وأخرى يهودية.

ويقدّم اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الفرصةً لجذب انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا