طارق خوري يكتب .. الموقف الغامض للاخوان الـمسلمين في تفضيلهم لتركيا وعدائهم لايران ..

بقلم النائب الأسبق / د. طارق خوري

*الإخوان المسلمون* يفضلون *تركيا* ويعادون *إيران*، رغم التناقضات الواضحة في هذا الموقف. تركيا، التي يُفضلونها، لديها اتفاقيات سياسية وعسكرية وتجارية وصناعية مع الكيان الصهيوني، وتستقبل قادته بانتظام، كما تسمح لحاملي جواز سفر الكيان بالدخول إلى أراضيها دون قيود. وإضافة إلى ذلك، تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يعد أحد أبرز داعمي الكيان الصهيوني عسكرياً وسياسياً.

لم تتوقف الصادرات التركية إلى الكيان الصهيوني طوال فترة الحرب على غزة، *حيث بلغ حجم هذه الصادرات حوالي 10 مليارات دولار سنوياً*، وتشمل منتجات صناعية وزراعية متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون استخباراتي بين تركيا والكيان، ما يعزز من العلاقات الأمنية بين الجانبين.

على الجانب الآخر، لا تربط إيران أي علاقة سياسية أو اتفاقيات مع الكيان الصهيوني. وبعد الثورة الإيرانية، أقدمت إيران على خطوة رمزية وعميقة عندما استبدلت سفارة الكيان الصهيوني بسفارة دولة فلسطين، في تأكيد لموقفها المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية. علاوة على ذلك، تدعم إيران حركات المقاومة، من غزة إلى جنوب لبنان، ومن العراق إلى اليمن، بينما تواجه العقوبات الأمريكية والحصار الدولي بصمود لافت.

أما تركيا، فرغم تصريحاتها بشأن دعم القضية الفلسطينية، فإن مواقفها تظل محكومة بالمصالح والبراغماتية، بعكس إيران التي جعلت من دعم فلسطين محوراً ثابتاً لسياستها الخارجية، وتعتبر تحرير فلسطين عبادة ذات أبعاد دينية وسياسية.

فأين المنطق في هذا التفضيل للإخوان إذا لم يكن مدفوعاً باعتبارات طائفية؟ من الواضح أن مثل هذا الموقف لا يمكن تبريره بعيداً عن التحيز الطائفي أو المواقف المبنية على التقيّة السياسية.

*#هزة_غربال*