سنة قلع لا زرع !!

قال تعالى: { قَالَ عَسَى? رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى ?لْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }.
أهلك اللهُ الطاغيةَ كما وعد. وها هو يستخلفكم في الأرض، وسوف ينظر عز وسما، الآن ليرى كيف تعملون !!
تقع كل الجرائر والجرائم، عندما تنهار الأنظمة السياسية، وانهيار النظام الدموي السوري لن يَنجُ من هذا القدر، فليس ثمة استثناءات!!
مهمة «القلع» التي تمت بدعم وتوجيه أميركي تركي، لن تفضي تلقائيًا وآليًا إلى ما ثار الشعب السوري الحبيب من أجله.
لن يكون الانتقال السلمي، والتحول الهادئ، إلى الصيغة الديمقراطية، سلسًا ولا سلميًا !!
فالفصائل السورية التي نفذت الإطاحة، ذات مراجع تمويلية متضاربة، وذات عقائد بعضها متشدد متطرف، وبعضها إرهابي، مما يجعل مهمة «تحييد الخلافات» مهمة طويلة الأمد، ومما سوف يستجر اللجوء إلى الحسم العنيف !!
«سنة الزرع» التي يضع ملكُنا الغالي كل طاقاتنا للمساهمة في إرسائها، تحتاج إلى مرونة ورحابة وقناعات تعي أن «تحالف الإطاحة والإزاحة»، الذي أدى دوره، قد آن أوان تحويله إلى صيغة الوحدة الوطنية أو الجبهة المتحدة، التي عرفتها الشعوب وطبقتها !!
لا مفر من وضع الرايات وأجندات الفصائل جانبًا، والاندماج في تيار إنقاذ الشعب، من آلام التحولات الملحة والتحول إلى التنمية الضرورية، فالحرية والخبز متلازمان !!
ودون أية أوهام، فإن دول الإقليم، لن تسمح للفصائل العشرينية المتنافرة، تطبيق وتنفيذ برامجها ذات المحتوى الإرهابي، وعقائدها السياسية والطائفية والاثنية !! 
لن يكون ممكنًا التحول من العمائم الإيرانية، إلى اللحى ودشاديش النصرة وسيوف داعش !!
الإجماع الدولي منعقد على أن الظرف السوري الراهن لا يزال في طور التظّهر، في انتظار حسم فوضى كثرة الفصائل ذات المرجعيات الكثيرة !!