الملك الانسان ؛
د. حازم قشوع
يتابع جلالة الملك كما الشعب الاردني، عودة السوريين إلى بلادهم بعد معاناة كبيرة التي ألمت بهم جراء عملية التهجير القسري نتيجة ظروف الحرب الأهلية، وما واكبها من تدخلات اقليميه ودوليه طيلة فترة الـ 13 سنة الماضية، كما يتابع الجميع مسألة تحرير المعتقلين من سجون النظام السابق وما واكبها من ظروف إنسانية صعبة وبينتها من حالات صحيه ونفسيه خطيرة ألمت بمعظم المساجين والمعتقلين على حد سواء، وهذا ما جعل الجميع يتسائل لما لا يقوم المجتمع الدولي لإطلاق مبادرة إنسانية تعمل لإعادة تأهيل العائدين من السجون السورية بعد فترات طوال فى السجون تخللتها نماذج اعتقال غير الإنسانية جعلت من هذه الفئة بحاجة لعناية ورعاية خاصة جسديا ونفسيا.
ولما يعرفه الجميع عن الملك الإنسان ومبادراته بهذه الاتجاه كونه من المرشحين دائما لنيل جائزة نوبل للسلام، وذلك لعظيم مواقفه بحفظ أمن واستقرار المنطقة، وعظيم عنايته بالمسائل الإنسانية، فإن معظم المتابعين للشأن الإنساني يتطلعون من الملك الإنسان أن يطلق مبادرة تنصف هذه الفئة وتعمل على إعادة تأهيلها ضمن برنامج دولي، على أن تكون هذه المبادرة برعاية اممية ويقوم جلالة الملك بإطلاقها نيابة عن الاسره الدوليه بحيث تحمل مضمون بنى هاشم وعنوان رسالتهم تجاه العمل الإنساني، على أن يتم ذلك وفق مبادرة هاشمية تحمل دلالة ملكيه ومضمون إنساني فريد بحيث يقوم جلالة الملك بالايعاز للمدينة الطبية بعلاج كل العائدين من السجون السورية جسديا ونفسيا، وتأمين عودتهم الى ذويهم بعد إكمال العلاج حتى تتم عملية معافاتهم وإعادة تأهيلهم الاجتماعي من آثار ما تعرضوا له من ويلات نتيجة حالات العزلة والاضطهاد والتجويع والحرمان، حيث يعول عليها الجميع لتشكل اضافه هامه لمبادرات الملك الإنسان الإبداعية والتي أخذت ما تشكل نموذج إنساني ذا طابع شمولي في البيان والتوجيه.
أن الدعوة لهذه المبادرة التي تحمل عنوان يقوم على نصره الإنسانية ودعم محتواها للمساجين والمعتقلين تبدوا بالتوقيت صحيحه ومفيده ليس فقط للأردن لكن للمجتمع الدولي، الذي مازال يقف دون مبادرة إسناد داعمة للإغاثة، كما مازالت تقف منظماته دون فاعلية نتيجة حالة الإحباط التي ألمت بهم من حاله غزة، التي أخذت ما تكون بهذه الظروف بالقطاع المنسي عند الجميع إلا عند بني هاشم الذين مازلت قوافل الإغاثة لديهم تحمل الإسناد والدعم رغم كل الظروف والمعوقات التى تقوم بها آلة الحرب الاسرائيلية، وذلك من أجل دعمهم وتمكين حاله صمودهم على أرضهم التى كفلها القانون الدولي والمحتوى الإنساني.
وهذا ما يجعل من رسالة الملك عبدالله تجاه المنطقة لا تقف بمضمونها عند حفظ الأمن والاستقرار الذي يقوم به جيشنا العربي ومؤسساتنا الأمنية، بل تتعداها سياسيا ودبلوماسيا فى المحافل الدوليه ويتم ترجمتها حيز الواقع من خلال المبادرات الإبداعية التي قام بها جلالة الملك في نموذج الإغاثة الجوية، وهو ما يتطلع إليه الجميع ليتم مصاحبة ذلك باضافة اخرى تجاه إعادة تأهيل المحررين من السجون السورية عبر جملة بيان تؤكد مضمون الرسالة التى يقف عليها الملك الإنسان.