الأردن بخير.. والظروف المحيطة تفرض التعاون مع الأجهزة الأمنية

 كتب: محمود كريشان

مع تداعيات الأوضاع في بعض دول الجوار والتي تمر بظروف صعبة، لا بد من تعزيز الوعي الاجتماعي الذي يمثل قدرتنا على بناء جسر من التعاون مع أجهزتنا الأمنية، في هذه المرحلة الدقيقة، على ضوء الاضطرابات التي تشهدها بعض دول الجوار المحيطة في بلدنا، الذي ينعم بالأمن والطمأنينة، بجهود جيشنا الذي يحرس الحدود والوجود، ويقظة أجهزتنا الأمنية، لكن هذا لا يمنع «المواطن» و»المقيم» ان يكون هو ايضا خفيرا لحماية البلد، وعدم الإنصات لما تروجه بعض المواقع الإلكترونية الخارجية والقنوات المغرضة والتي تلجأ للذكاء الاصطناعي وفبركة الفيديوهات والأصوات والصور لإضعاف الروح المعنوية والحماس الوطني، وإبلاغ الجهات الأمنية عن مصادر تلك «الفبركات» المسيئة.

ولا شك ان الوعي الشعبي، الذي يعتبر جزءاً وامتداداً للوعي الوطني، هو ركيزة أساسية من ركائز الدفاع عن الوطن ومواجهة كل قوى الاستهداف، لأنه لا يعني فقط التلاحم والتكاتف والتماسك والاستماتة في الدفاع عن الوطن، والإنصياع لكل القرارات التي تصدر عن الدولة الأردنية فقط، بل يعني أيضاً أن نكون واعين ومبصرين، لكل التداعيات حولنا، ومدركين وواعين لما نكتب ونقرأ ونسمع ونشاهد وننشر، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، ولنكن السند القوي والصلب لأجهزتنا الأمنية الساهرة، ولجيشنا الباسل الذي يسطر ملاحم جديدة، وهو ينهض بواجبات كبيرة في ظروف إقليمية ملتهبة، ليحمي حدودنا الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية، لحماية حدود الوطن من أي إعتداءات أو إختراقات أو أي تهديدات معادية للأرض والإنسان، أو كيان الدولة، وأية نشاطات «غير مشروعة»، ومواجهة أي طارئ والتصدي لأي «عابث» و»مخرب» و»مهرب»، وكافة العناصر الإجرامية، حتى يبقى الوطن بسمائه وأرضه وبحره آمنا مستقرا.

وبكل ثقة واعتزاز نقول ان «الأردن بخير».. وسيبقى بإذن الله.. آمنا مستقرا.. لكن هذا لا يمنع ان نكون أكثر حذرا في هذه المرحلة الخطرة التي تعيشها بعض دول الجوار، وان نكون مستعدين لمواجهة اية ارتدادات خارجية جراء الفوضى والحرب والاقتتال في تلك الدول، وهذا يفرض علينا كمواطنين، مزيدا من الحرص على بلدنا، ويدعونا لإستلهام غايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة، ومد يد التعاون مع أجهزتنا الأمنية، وان نمضي نحو آفاق أرحب ومستقبل أرغد، في الحفاظ على الوطن وإعلاء صروحه، وصيانة وحدته وهويته ومقوماته، وحماية أمن مواطنيه وضيوفه، لأننا نتفق جميعا على أن الاستقرار هو رأسمال بلدنا، وأن «أمنه» هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة ومسجد وكنيسة وسائح وكل جامعة وسفارة وكل مرفق سياحي، وذلك واجب علينا كمواطنين، ننتمي الى هذا البلد الطيب.

ما نريد أن نقوله: إن الروح الوطنية، التي يتميز بها الأردنيون كافة، وفي عفوية وارتفاع طبيعي ودائم، في منسوب الثقة المطلقة بأداء قواتنا المسلحة والمخابرات العامة وكافة أجهزتنا الأمنية، هي إشارة واضحة لكل متابعي المشهد الأردني بتجلياته، والخصوصية التي يتميز بها عند الشدائد والمحن، وهي التمسك بالوحدة الوطنية، والوقوف صفاً واحداً خلف راية جلالة الملك عبدالله الثاني، ونجنح للسكينة والأمان وكلنا ثقة وإيمان بيقظة أجهزتنا الأمنية وجهوزية جيشنا العربي، لمواجهة وإحباط كل محاولات المسّ بأمننا الوطني أو تعريض استقرارنا لأي مخاطر أو هزات والإقتراب من حدودنا، لأن الأردن عصّي على الاختراق، وأن رجالاً نذورا أنفسهم لدحر الأعداء ورد كيدهم، وهم بالمرصاد للمخربين والمهربين وغيرهم من الأشرار، لأن نهايتهم ستكون بائسة درساً للارهابيين بـ»نيران أردنية» ستحرق كل من يضمر السوء للأردن.