مستجدات التعديل الوزاري الرابع .. الكل مرشح للخروج
بدأ مقربون من رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز بالحديث عن تفكيره بهوية "تعديل وزاري” رابع على حكومته يفترض ان يكون "الأنضج” وينتهي بإطالة عمر الحكومة على الأقل حتى نهاية الربيع المقبل.
لا تبدو الحكومة مستقرة على صعيد تركيبة مجلس الوزراء. الكيمياء غائبة تماما بين الرزاز ونائبه الأول رجائي المعشر، لكن الثاني يعمل ومنذ أسابيع مع الديوان الملكي على الملف الاقتصادي، ويحضر كل ورش العصف الذهني التي يعدها طاقم مستشارين ملكيين.
وسط محاولة لإقناع الرزاز باستبعاد "تعديل” وزير الداخلية القوي سلامه حماد، يجد الأول صعوبة في إقرار هوية وزيرين على الاقل للزراعة والبيئة أولا، وللمالية ثانيا.
ما يرشح من خندق الرزاز يؤشر على تفكيره بإخراج الدكتور محمد العسعس من وزارة التخطيط، وتكليفه بوزارة المالية، في وضع لن يكون مريحا ولا يشكل أولوية للعسعس، الأردني أو حتى العربي الوحيد الذي يحمل أربع شهادات من جامعة هارفارد.
بكل حال يرغب نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر بالانسحاب، لكن قد لا يسمح له بذلك، فوظيفة الحارس التقليدي في عمق القرار الحكومي لا يزال الرزاز يحتاجها لإقناع "قوى الأمر الواقع” المستحكمة بأن وزارته ليست محسوبة ابدا على "التيار المدني”.
قرر الرزاز على الأرجح البحث عن وزير جديد للنقل، ومن الواضح أن وزير المالية عز الدين كناكريه في طريقه للمغادرة.
وبدأت تتسرب احتمالات العودة للفصل بين وزارتي التربية والتعليم العالي والثقافة والشباب دون وجود ضمانات بأن يبقى في الطاقم الدكتور محمد أبو رمان وزير الثقافة والشباب الحالي.
الإجماع وسط المراقبين حاصل على أن الرزاز يجد صعوبة ضمن آليات المحاصصة في إيجاد وزير جديد للزراعة خلفا للوزير الحالي.
ويبقى أن رئيس مجلس الوزراء الذي يحب وصفه بأنه "ليس منتخبا وأقرب لصيغة كبير الموظفين” خلافا للحكم الدستوري، طبعا قد لا يسمح لرغبته في التعديل الأسبوع المقبل بالوصول إلى مستوى تغيير وزارات سيادية مثل الداخلية والخارجية، فتلك دوما حصة القصر الملكي وشركاء القرار.
في المسار النسائي، ثمة زحام، حيث أربع وزيرات على الاقل ينقصهن الانسجام وأقواهن وزير الطاقة هالة زواتي، وتنافسها في القوة وزيرة السياحة مجد شويكه.
على كل حال، تعديل وزاري بهذه المقاسات هدفه معالجة إشكالات داخلية عند الرزاز نفسه وليس التجديد في روح ومعنويات الحكومة، ويغيب عنه طبعا الملف السياسي حيث لا استعانة بشخصيات سياسية ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم.