فلسطينيون ضد فلسطينيين

أي حرب اهلية في فلسطين، فانها ستكون كارثة على الشعب الشقيق. وتداعيها سوف يمتد على الاردن.

و في دعوات المصالحة بين حماس وفتح والفصائل الفلسطينية استبشرنا خيرا في لقاءي : بكين والقاهرة. و قلنا : ان الظرفية الكارثية في غزة سوف تفتح باب التوافق بين الفصائل الفلسطينية، لاستدراك العدوان والابادة الاسرائيلية في غزة والحرب على مخيمات الضفة الغربية. المصالحة والتهدئة مهمة فلسطينيا. فما بالكم مع الظرفية الاقليمية والدولية، وحرب الابادة على غزة. و في الاخبار جاء : إن قوات الامن الفلسطيني اقتحمت مخيم جنين، وان مواجهات وقعت بين الامن الفلسطيني ومقاتلين من حركة الجهاد الاسلامي.

و اغلب التقدير حاليا. في الاعلام العربي لا أحد يسأل عن فلسطين وحرب غزة.. وما ينتشر في الاعلام اخبار عن سورية الجديدة، والسجون والزنازين، واحتفالات الناس.

و لكن يدرك الى أين سوف يأخذنا نسيان وتهميش قضية فلسطين. وعلما ان ملاحظة يجب ايرادها، حيث إن الاعلام العربي نسي قضية فلسطين، ويتجاهل تغطية الاجتياح الاسرائيلي لجنوب سورية، والعدوان الجنوني على المؤسسات والمراكز العسكرية والامنية في وسط وشمال سورية، ولم تترك منطقة دون استهداف.

لا نجافي الحقيقة. ان قلنا إن اخطر ما في خبر مخيم جنين، ان صراع الفلسطيني / الفلسطيني يبدو في وجوه كثيرة اكثر حدة من الصراع الاسرائيلي / الفلسطيني.

وكما نرصد على مدى سنوات ما يتردد من اخبار عن مفاوضات للمصالحة بين غزة ورام الله وفتح وحماس.

و اليوم، يقع اجترار ميكانيكي للعدوان الاسرائيلي على مخيمات الضفة الغربية، ولكن بسلاح ورجال امن فلسطينيين. و غزة تباد، وتدمر، وتحرق، وتحاصر جويا وبريا وبحريا، تتحول الى زنزانة كبرى. وما الذي يمنع الفصائل الفلسطينية من التوافق والتفاهم، والوصول الى تسوية وطنية ؟

على ماذا يراهنون اليوم، قوى اقليمية ودولية ؟ وأي دولة اقليمية اليوم تملك رؤية واستراتيجية ضاغطة باتجاه احياء فكرة حل الدولتين او السلام مع اسرائيل، او حتى دعم وحماية المقاومة؟ الاقتتال الفلسطيني ليس مصلحة فلسطينية ولا اردنية. وحرب الفصائل الفلسطينية سوف يتأذى منها الاردن كثيرا. وسوف يدفع ثمن الهجرة واللجوء القسري لفلسطينيي الضفة الغربية. حرب الفصائل الفلسطينية تنذر في خطر داهم في الضفة الغربية. ويبدو أن اسرائيل المشغولة على 7 جبهات حربية في الاقليم، وتشعل نيرانا فلسطينية في الضفة الغربية، وحربا بالوكالة. اليوم، وقبل غد.. ثمة ما يوجب تحركا سياسيا عربيا تجاه المصالحة الفلسطينية. واستيعاب ما يجري على الارض في الضفة الغربية في خطوات دبلوماسية وسياسية، وانهاء حالة القطيعة الفلسطينية، وقبل أن تخسر فلسطين والعرب « حماس وحركات المقاومة، وتنضم تحت عباءة تحالفات اقليمية قيد الولادة والنمو والانتشار.

ان لم يملك الفلسطينيون قرارهم الوطني، فلا عدوان غزة سوف يتوقف. ومن سوف يقاوم او يواجه مشروع نتنياهو واليمين المتطرف في الضفة الغربية وتهويد القدس واقامة مستوطنات في الضفة وتهجير سكانها، و انهيار الكيان والوجود الفلسطيني .

فارس الحباشنة