قصابو "جرش" يذبحون في الشوارع والمكاره الصحية منتشرة ..
صابرين الطعيمات
جرش – رغم انتهاء أعمال الصيانة في مسلخ بلدي جرش منذ أشهر لقصابي المحافظة، إلا أنه ما يزال مغلقا ولا يقدم أي خدمة لقصابي المحافظة، مما يضطرهم إلى الذبح داخل المحال التجارية أو الشوارع بطريقة غير صحية، وليست مطابقة لشروط السلامة العامة.
وأكد قصابون أن الذبح في مسلخ البلدية يوفر عليهم الوقت والجهد والكلفة، لأنه مجهز ومهيأ لعمليات الذبح، عدا عن أن الذبحيات تخضع للرقابة الصحية من قبل الطبيب البيطري.
وقالوا إن محافظة جرش كبيرة وممتدة المساحة، وتحتاج إلى أكثر من مسلخ، فيما مسلخها الحالي بالكاد يغطي عمل المحافظة، وهو أصلا صغير المساحة وضيق، وفي موقع غير مناسب.
وأكد القصاب محمد بنات أنهم يضطرون إلى الذبح بمحالهم التجارية وملاحمهم، رغم أنها غير مجهزة وغير مناسبة للذبح أصلا، مما يتسبب في انبعاث روائح كريهة، لاسيما وأن منهم من يقوم بالتخلص من مخلفات الذبح داخل الحاويات، وفي مناهل تصريف المياه وعلى جوانب الطرقات والأرصفة وداخل الملاحم وبجانبها.
وقال القصاب كمال طيجون، إنهم يطالبون بزيادة مساحة المسلخ الحالي، وإيجاد موقع آخر لتنظيف أحشاء الذبحيات، بعيدا عن محالهم وفي موقع مؤهل ومخدوم، وزيادة الخدمات الأساسية الموجودة فيه، والتي لا تفي بالغرض حتى لو تمت صيانته وتحديثه.
وأكد طيجون، أن عدد الملاحم ارتفع وأعداد الذبائح تزداد تدريجيا وبشكل يومي، فيما ما تزال مساحة المسلخ القديم كما هي وفي الموقع نفسه، مشيرا الى أنه وعلى الرغم من تنفيذ أعمال للصيانة والتحديث فيه، ولكن يبقى لا يفي بالغرض وغير مؤهل، ولا يغطي حاجة المحافظة.
ويطالب طيجون بضرورة الإسراع في تشغيل مسلخ البلدية، الذي انتهت أعمال الصيانة فيه منذ أشهر، وما يزال مغلقا أمامهم لأسباب غير معروفة.
وكان مواطنون طالبوا بالانتهاء من صيانة مسلخ بلديتهم، الذي يقع على مدخل مخيم سوف، لاسيما وأنه من أهم المرافق الحيوية التي يحتاجها المواطنون "ولكن بدون جدوى”.
وأكد قصابون أن المسلخ الذي يقع على مدخل بلدة سوف كان يفتقر لأدنى متطلبات الشروط الصحية؛ إذ إنه ضيق المساحة ولا يتناسب مع عدد الذبحيات اليومي، مشيرين الى أن بلدية جرش تقوم منذ أكثر من 7 أشهر بإجراء أعمال الصيانة فيه لسوء أوضاعه.
وفي سياق متصل، ما يزال سكان مخيم سوف في جرش يطالبون بإغلاق المسلخ الذي يجاور الأحياء السكنية ويقع على مدخل المخيم، ما يسبب لهم كوارث بيئية وصحية، لسوء أوضاعه الصحية والبيئية وافتقاره للشروط الصحية والفنية، مطالبين بالسعي لإيجاد بديل مناسب تتوفر فيه أبسط الشروط الصحية والبيئية.
وأكد السكان أن المسلخ لا يقل عمره عن 40 عاما وما يزال بالمساحة القديمة والمواصفات والعيوب نفسها ولا يتناسب مع عدد القصابين والسكان، ويقع على مدخل المخيم، ولا يبعد عن المساكن فيه سوى بضعة أمتار.
وأكد رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبد المحسن بنات، أن مشكلة مسلخ البلدية من المشاكل المستعصية التي لم تجد أي حل منذ عشرات السنوات، لاسيما وأن موقعه غير مناسب نهائيا وبجوار الأحياء السكنية في المخيم، ومن الأولى أن يكون المسلخ بعيدا على الأحياء السكنية عشرات الكيلومترات.
وأضاف أن السكان طالبوا، مئات المرات وعبر مختلف المنابر، بترحيل المسلخ وإبعاده عن المخيم للمشاكل البيئية والصحية التي يسببها لسكان المخيم.
وقال بنات إن بلدية جرش وعدت عشرات المرات، أن يتم ترحيل المسلخ وبناء مسلخ جديد وحديث في موقع متميز على المنح والتمويلات الخارجية، ولكن لم يتم الموافقة على بناء مسلخ جديد وحديث لغاية الآن.
وقال إن مشكلة المسلخ ما تزال قائمة وتتسبب يوميا بكوارث بيئية وصحية، وتتمثل في انبعاث روائح كريهة منه وتراكم النفايات وإسالة الدماء إلى الأودية المجاورة، مشيرا الى أنه أصبح من الواجب على البلدية إغلاق المسلخ نهائيا. وبحسب بنات، فإن الحل الآن هو زيادة الاهتمام بنظافة المسلخ والساحة التي تجاوره، لاسيما وأن إغلاق المسلخ غير وارد بدون أي بديل.
ومن الجدير بالعلم أن سكان الحي الغربي في مخيم سوف الذي يقع بجانبهم ولا يبعد عنهم سوء مئات الأمتار، طالبوا في شكاوى خطية لمختلف الجهات المعنية، بضرورة نقله للمكاره الصحية التي يسببها للمجاورين وانبعاث روائح كريهة منه، عدا عن تكاثر الكلاب الضالة والقوارض في الحي.
وبدوره، أكد رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، أن بلدية جرش الكبرى قامت منذ أشهر بعمل صيانة شاملة وكاملة للمسلخ، حتى يصبح مطابقا للشروط الصحية والفنية والهندسية بكلفة لا تقل عن 30 ألف دينار، مشيرا الى أنه تم إيقاف الذبح داخل المسلخ حتى الانتهاء من أعمال الصيانة.
وقال إن أعمال الصيانة انتهت منذ فترة، مشيرا الى أن البلدية قامت بتأجيل الافتتاح لتوقع زيارة رئيس الوزراء إلى محافظة جرش وافتتاح توسعة وتطوير مسلخ البلدية.
وأكد البنا، أن رئيس البلدية الدكتور علي قوقزة، أوعز، خلال لقائه قصابي محافظة جرش، بعمل هنجر جديد بجانب المسلخ، بهدف توسعته، وحتى يتم تنظيف أحشاء الذبائح داخله، بكلفة لا تقل عن 38 ألف دينار وقد تصل إلى 100 ألف دينار كحد أعلى على موازنة بلدية جرش، كحل فوري وسريع لمعالجة ضيق مساحة المسلخ الحالي.
وقال إن قصابي محافظة جرش يذبحون خارج المسلخ منذ أشهر وأكثر، وربما تكون أعمال الذبح تتم داخل محلاتهم التجارية لحين الانتهاء من أعمال الصيانة والتطوير والتحديث لمسلخهم.
وبين البنا أن أعمال التوسعة قد تم تأجيلها حاليا في المسلخ لوجود نية لإنشاء مسلخ كبير وشامل لمحافظة جرش، ولمختلف مناطق الشمال قريبا.
وأوضح أن البلدية قد طلبت بناء مسلخ حديث وجديد ضمن مشاريع الوكالة الفرنسية للإنماء، ولكن تم رفض المشروع وعدم الموافقة عليه.
وبين البنا أن المبالغ المالية التي تتقاضاها البلدية عن كل عملية ذبح تبلغ 3 دنانير عن كل ذبيحة من المواشي ومن 7-8 دنانير عن ذبح كل بقرة أو عجل، مؤكدا أن القصابين يسيئون استخدام المياه، مما يؤدي إلى نفادها مبكرا، على الرغم من أن البلدية توفر لهم صهاريج المياه على مدار الساعة.