عين على القدس يرصد مبادرات الإعمار الهاشمي ولقاء الملك بقيادات مقدسية وأردنية
عمان 24 كانون الأول رصد برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، مبادرات الإعمار الهاشمي في القدس، بالرغم من أجواء الميلاد "الحزينة" التي تسود في الأراضي الفلسطينية، ولقاء جلالة الملك بقيادات دينية مقدسية وأردنية.
ووفقا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فإن شجرة عيد الميلاد في القدس المحتلة تغيب للعام الثاني على التوالي، دون أن يتم نصبها ولفها بزينة الميلاد، حيث خيمت أجواء الحزن هذا العام على المدينة المقدسة بسبب استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف التقرير أن رؤساء الكنائس قرروا اقتصار الاحتفالات بأعياد الميلاد في فلسطين على الصلوات والشعائر الدينية فقط، فيما يؤكد المقدسيون أن الاحتلال اغتال فرحة الميلاد في عيون أطفالهم الذين يشعرون بالأسى لما يحدث لأطفال غزة من قتل وتجويع.
وأشار إلى أن هذه الأجواء الحزينة ألقت بظلالها بشكل كبير على الحركة التجارية الراكدة في مدينة القدس، بسبب خلو شوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة من الناس، حيث كانت هذه الأسواق في كل عام من الأعوام التي سبقت الحرب على غزة تعج بالمارة، وسط حركة تجارية نشطة، كما كانت شوارعها وأزقتها تتزين بحلة الميلاد.
وقال التقرير إنه بالرغم من هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالقدس وأهلها هذه الأيام، التقى جلالة الملك عبد الله الثاني كعادته في كل عام، بقيادات مسيحية وإسلامية مقدسية وأردنية في قصر الحسينية في عمان.
وهنأ جلالته المسيحيين في الأردن وفلسطين وجميع أنحاء العالم بالأعياد المجيدة، مؤكدا استمرار دعم الأردن صمود الأشقاء الفلسطينيين، وشدد جلالته على مواصلة المملكة لدورها التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وأوضح التقرير أنه في سياق التحديات التي تواجه المقدسات المسيحية والإسلامية هذه الأيام، بادر جلالة الملك بمنحتين على نفقته الخاصة، لدعم صمود المسلمين والمسيحيين والمقدسات في القدس الشريف، وشملت المنحتين دعم تأسيس جامعة موقع المغطس الأرثوذكسية الدولية، ومنحة تذهيب الزخارف التاريخية في قبة الصخرة المشرفة.
وقال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، إن إصرار جلالة الملك، بالرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بالمنطقة، على لقاء القيادات الدينية في الأردن وفلسطين يدل على وقوفه إلى جانب اهل القدس الصامدين المتشبثين المحافظين على مقدساتهم، ويؤكد بأنه معهم باسم الوصاية الهاشمية وباسم ملوك الهاشميين الذين ورثوا هذا المدافعة والحرص على المقدسات الإسلامية والمسيحية منذ بدايات القرن العشرين حتى الآن.
وأكد الكيلاني أن جلالة الملك وضع القيادات الدينية المقدسية بصورة جهوده ولقاءاته والنشاط الدبلوماسي للمملكة الأردنية الهاشمية فيما يخص القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كما وضعت القيادات الدينية بما فيهم رؤساء الكنائس ومجلس أوقاف القدس جلالة الملك بصورة أوضاع المقدسات وحال المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أنه في كثير من الأحيان يتم في مثل هذه الاجتماعات مناقشة القضايا والأمور المستجدة في المدينة المقدسة، ووضع حلول للعديد من المشاكل والتحديات التي تعصف بها، ومنها "الحفاظ على الوضع القائم"، وتمكين المسيحيين في القدس، وتمكين أوقاف القدس، مشيرا إلى أن هذه القيادات تنتظر مثل هذه الفرصة لعرض القضايا الكبيرة التي تواجههم، وأخذ المبادرة أو الدعم اللازم من صاحب الوصاية لحل هذه القضايا.
وبين أن حضور أعضاء مجلس كنائس القدس له أهمية كبيرة جدا، ويعد دليلا على ثباتهم وصمودهم وتمسكهم بالوصاية الهاشمية، حيث أنهم قاموا بشرح أوضاع الكنائس الصعبة، مؤكدين ان عيد الميلاد لهذا العام حزين، بسبب الانتهاكات التي تتعرض لها الكنائس واستمرار تناقص اعداد المسيحيين في القدس، واستمرار مشكلة عدم قدرة معظم مسيحيي فلسطين من الوصول إلى كنيسة القيامة وكنيسة المهد في بيت لحم.
ولفت الى استمرار الحصار الذي تتعرض له المقدسات ومحيطها، وعزلتها عن العالم بسبب تناقص أعداد السياح والحجاج الميسحيين، وتراجع وضع التجار في حارة النصارى وخان الزيت ومحيط القيامة، والضغوط الهائلة التي يتعرضون لها من قبل شرطة الاحتلال وبلديته ودائرة الآثار التابعة له، إلى جانب انتهاكات المستوطنين المتصاعدة، سواء بانتهاك الكنائس والعقارات التابعة لها والاعتداء عليها، أو بالاعتداء على الرهبان بالضرب و"البصق".
وأوضح الدكتور كيلاني أن جلالة الملك عبدالله الثاني هو الملك الخامس الذي يسمى صاحب الوصاية، مشيرا إلى أن الكنائس على أرض الواقع تصبح أكثر حاجة للوصاية الهاشمية كلما حدث تصعيد من قبل الاحتلال تجاهها، بحثا عن الحماية وتوحيد الموقف الإسلامي المسيحي، والحفاظ على الوضع القائم في القدس.