دعونا لا نطيل التصفيق لـ "أحمد باشا اتاتورك الجولاني" وثورته ..!!
خاص : حسن صفيره
الثورة السورية الأخيرة بكل ما تحمل من مظاهر الاحتفالات ومن تصفيق وهتافات وكتابات تذكرني بالأجواء الإخوانية وقت الثورة الإيرانية على شاه ايران عندما كان عناصر الإخوان المسلمين في الأردن يرفعون صور آية الله روح الله الخميني مؤسسة الدولة الاسلامية الايرانية ويوزعون الحلوى ابتهاجا بقدوم الفتح العظيم على حسب رؤيتهم وتفكيرهم قبل ان ينقلبوا على الفكر الشيعي ويعتبرونه خروج عن الملة في فترات من العقود الماضية قبل العودة للحضن الايران مرة أخرى .
ما يهمنا هنا ما يحصل في سوريا الحبيبة بعد إسقاط بشار الاسد وما آلت اليه احوال ثورتها المصبوغة باللون البشواتي التركي والمباركة الأمريكية والرضى الصهيوني وكأن الأتراك والأمريكان واليهود صحوا فجأة لإنقاذ الشعب السوري من ظلم النظام المجرم فدعموا الجولاني أبو "ربطة" وصحبه في ثورة منبطحة للقرار العثماني وأصبحنا هنا نلهث خلف هذه الجماعة بالتهليل والتبريك وطول التصفيق وكأننا حررنا الأقصى وأقمنا صلاتنا في محاريبه السبعة .
لمن نهلل وعلى ماذا نصفق وما هذا الجنون الذي نمارسه بالمبالغة في الفرحة ..؟؟ فهل نصفق لمن كنا نصفهم بالدواعش والارهابيين ..؟؟ أم نصفق للصهاينة الذين وصلوا على مشارف دمشق وبتأكيد ضمهم للجولان السوري العربي وما بعده مستغلين الأوضاع الأمنية السورية دون اي تعليق من زعيم الثورة الإسلامية ..؟؟ ولماذا نطيل التصفيق والأردن بات مهددا في بوابته ورئته الشمالية بأغلاقها بعد احتلالها من جيش الاحتلال الاسرائيلي ..؟؟
لنكن واضحين اكثر وبصراحة مع انفسنا ونحن من اختلف اولاً مع النظام السوري المخلوع ولكن الواقع الحالي لا يعطي أي تفاؤل بمرحلة "القمرة والربيع" وعلى العكس تماماً فأن القادم القريب لن يكون جميلاً ولن يرضي المسلمين والعرب الأحرار، فمؤشر القضية الفلسطينية بدأ الآن في أضعف حالاته والفصائل هناك بدأت تسن سيوفها وتحشوا بنادقها لنيل حصتها من الغنائم ولن يتركوا أحمد باشا اتاتورك الجولاني يستفرد بالكعكة ، وستمضي سوريا إلى صراع داخلي طائفي لا يحمد عقباه ومن الممكن ان يصل للتقسيم فدعونا الان بأن لا نطيل التصفيق للأحرار والرقيق وللثوار وقطاع الطريق …!!
وللحديث بقية ..