تحذير أممي من مساعي إسرائيل لتعطيل مطار صنعاء وميناء الحديدة
إسطنبول: حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة، من أن أي تعطيل لعمل مطار صنعاء الدولي أو ميناء الحديدة قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية في اليمن، في ظل تزايد احتياجات هذا البلد الإغاثية بشكل ملحوظ.
وأفاد بذلك المنسق المقيم، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جوليان هارنيس، في كلمة ألقاها عبر “الفيديو كونفرانس” خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ويأتي تحذير هارنيس، غداة موجة غارات جوية إسرائيلية على اليمن، شملت مطار صنعاء الدولي (شمال)، وميناء الحديدة (غرب) الخاضعين لسيطرة الحوثيين، فضلا عن منشآت خدمية أخرى بينها محطتا كهرباء “حزيز” في صنعاء، و”رأس كثيب” في الحديدة، ما أسفر عن 6 قتلى و40 مصابا.
وهدف هذا الهجوم، وفق إعلام عبري، إلى تعطيل القدرات العملاتية واللوجستية للحوثيين، وخاصة مطار صنعاء وميناء الحديدة، وفق القناة الـ14 العبرية الخاصة.
وفي هذا الصدد، لفت هارنيس، إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء، الخميس، تزامنت مع وجوده في المطار رفقة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الذي كان يستعد لمغادرة صنعاء ضمن وفد أممي.
وقال: “وقعت غارتان على بعد 300 متر تقريبا إلى الشمال والجنوب من مكان تواجدي أنا والدكتور تيدروس”.
وأضاف هارنيس: “الأمر الأكثر إثارة للخوف في الغارتين لم يكن التأثير علينا، بل وقوعهما بينما كانت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل مئات الركاب على وشك الهبوط”.
وتابع: “تمكنت تلك الطائرة من الهبوط بأمان، وتمكن الركاب من النزول منها رغم تدمير برج المراقبة في المطار، لكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير”.
وحول أهمية مطار صنعاء وخطورة تعطيل عمله، قال هارنيس، إن هذا المطار يغادر عبره الآلاف من غير القادرين على الحصول على رعاية صحية لائقة ومتقدمة في اليمن، للذهاب إلى بلدان أخرى مثل الأردن ومصر.
وأضاف أن مطار صنعاء يدخل ويغادر منه جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية الذين يعملون في شمال اليمن. ومن ثم فهذا المطار، وفق المسؤول الأمني، يُعد “موقعا إنسانيا حيويا للغاية”، وتعطيل عمله “قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية” في اليمن.
ميناء الحديدة
كما حذر هارنيس، من أن الضربات الجوية على ميناء الحديدة، “مثيرة للقلق بشكل خاص”، خاصة أن الميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول السلع والبضائع المستوردة إلى اليمن.
وأوضح أن اليمن يستورد ما يقرب من 80 في المئة من إمداداته الغذائية، ومن ثم فإن تعطيل عمل هذا الميناء يعني أن سكان شمال اليمن بالكامل، الذين يشكلون ما بين 65 و70 في المئة من السكان، سيكونون في حاجة إنسانية متزايدة.
وكشف هارنيس، أن حوالي 18 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ما يمثل نصف عدد السكان تقريبا، مشيرا إلى أن العدد قد يرتفع إلى 19 مليونا بسبب تدهور الاقتصاد.
وقال: “اليمن يحتل المرتبة الثانية عالميا في نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والثانية في نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والثالثة في نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
وحذر المنسق الأممي من أن استمرار التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل قد يؤدي إلى تأثيرات إضافية على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الموانئ والمطارات والطرق، ما سيزيد من معاناة الشعب اليمني.
وختم بدعوته الأطراف كافة إلى “الالتزام بالقانون الإنساني الدولي” لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.
ويُعدّ الهجوم الإسرائيلي الخميس، الرابع على اليمن خلال العام الجاري، إلا أنه الأوسع وفق إعلام عبري، ويأتي بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على إسرائيل والسفن المتوجهة إليها ردا على حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبعد ساعات من هذا الهجوم، أعلن وزير النقل والأشغال العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا محمد عياش قحيم، أن العمل سيستأنف في مطار صنعاء وميناء الحديدة اعتبارا من الجمعة.
وأوضح قحيم، في تصريحات صحافية، أن “العدوان الإسرائيلي كان يهدف إلى توقيف حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء من ناحية، والبحرية في ميناء الحديدة من ناحية أخرى”، مؤكدا أن “المطار والميناء جاهزان للعمل بشكل طبيعي”، دون مزيد من التفاصيل.