الاحتلال الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان
تحت نظر العالم كلّه، تمعن إسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون أي رادع. وآخر جرائمها حرق مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واحتجاز طاقمه الطبي والجرحى والمدنيين، بعدما أخرجتهم منه في طقس بارد، واجبرتهم على خلع ملابسهم، وكانت قتلت أمس الأول خمسة من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى من بينهم طبيب.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن “المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لـ”حماس” في شمال قطاع غزة، والذي عمل منه مسلحون طوال فترة الحرب”.
لكن ماهر شامية، الوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزة، أعرب خلال مؤتمر صحافي، عن قلقه الشديد بشأن مصير عدد كبير من الكوادر الصحية والمرضى الذين انقطعت جميع سُبل التواصل معهم، وطالب بـ”توفير بدائل تضمن استمرار تقديم الخدمات الطبية في شمال القطاع”.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، ما وصفته بـ “الجريمة الخطيرة”. وقالت حركة “حماس” إن “حكومة الاحتلال ترتكب الجرائم في غزة مستندةً إلى غطاء أمريكي وبعض العواصم الغربية الشريكة في الإبادة المتواصلة”.
في المقابل، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون المستشفيات مناطق صراع، لكنه زعم أن حركة “حماس” تستخدم المدنيين دروعاً.
وتجنّب المسؤول الأمريكي التعبير عن رأي واضح بشأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مستشفى كمال عدوان.
وكان الاحتلال واصل مجازره أمس وقُتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصفه، في وقت يعاني القطاع من مجاعة وبرد قارس يودي بحياة أطفال وبالغين، مع وفاة ممرض فلسطيني في مواصي خان يونس متجمداً.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى.
ولا تَجد الغالبية العظمى من عوائل غزة التي تعاني من ويلات الحرب والقصف والتدمير والنزوح، ما يسدّ رمق وجوع أطفالها، بسبب النقص الحادّ في المواد التموينية في هذا الوقت، وبالذات الدقيق.
وفي مسعى لتخفيف الأزمة، جرى تشغيل مطحنة صغيرة في منطقة شرق خان يونس، يقوم الأهالي بحمل ما يتوفر لديها من كميات من البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والحمص والذرة وحتى الأرز، لطحنه كبديل للدقيق.
ويقول محمد أبو جامع لـ “القدس العربي” إن الطّعم لا يشبه طعم الخبز المعتاد، “لكنه أفضل من لا شيء”، فالدقيق الحالي المصنوع من البقوليات يسد جوع أطفاله.
في هذا الوقت، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل التوصل إلى اتفاق، وفرض على الفريق المفاوض محاولة التوصل لصفقة جزئية بسبب تهديدات شركائه الائتلافيين، في حين أن حركة “حماس” لم تغيّر مطلقاً من شروطها.