عندما تلوح اسس التعديل .. التربية والتعليم هما الاساس
امان السائح -لم تحسم بعد اسماء التعديل الوزاري ، او ماهيته او شكله القادم ، لكن الترشيحات الصحفية التي يتم تداولها خلال الايام الحالية ، تؤكد ان هنالك حقائب ستتغير ، وسيتم ترتيب الامور في وزارات مختلفة ، وسيتم اقصاء عدد من الوزراء ، او اعادة ترتيب حقائبهم ، لكن ما يمكن ان يكون تماسا مباشرا مع كل بيت اردني ، هو التربية والتعليم العالي الذي لا يخلو بيت اردني من جنوب المملكة الى شمالها من طالب بالمدرسة او باي من مؤسسات التعليم العالي الرسمية منها والخاصة ..
التعليم العالي والتربية الان ، وبعد استقالة د . وليد المعاني ، اصبحا مكانين شاغرين وسيتم حكما تعيين اسماء ذات خبرة بهاتين الحقيبتين ، وكما يتردد او كما يجب ان يكون ، سيحمل شخصان مختلفان حقيبتي الوزارتين، لأن التجربة اثبتت فشل ان تكون التربية والتعليم العالي بيد شخص واحد ، لاسباب تتعلق بأن حملهما ثقيل جدا ، وبأن التشاركية بينهما صعب ولا يمكن اللحاق بتفاصيل كل منهما ، لما يتمتعان بداخلهما من تفاصيل وأجواء لا يمكن لأي كان ان يكون قادرا على اعطائهما جل وقته وجهده وافكاره ، وأن يكون مبتكرا وجاذبا للتغيير في طياتهما .
قضية التربية والتعليم العالي ، محور هام وعلينا ان نسعى لاختيار الاقدر والانسب وصاحب الفكر الذي يتحول الى واقع تطبيقي ، وعلينا ان نقرأ سجله وعمله وتاريخه ، وافكاره وكيف عمل خلال سنواته الماضية ، وماذا اضاف لسجل التعليم او التعليم العالي ، لأنه بطبيعة الحال يجب ان يكون وزير التربية خارجا من رحم مؤسسات تربوية وقد عرج على قطاع التربية بشكل كبير ولامس اوجاعه ، وقرأ تفاصيله ، ومر على العديد من الامور المتعلقة بايجابيته وكيف يعظمها ، وسلبياته وكيف يتداركها ، فملف التربية شائك لا بل وشائك جدا ، من امتحان ثانوية عامة لدورة او دورتين وكيف يقرأ كل قضية على حدا ، معادلة شهادات الطلبة من خارج الاردن ، ملف المدارس والتعليم والمناهج والمعلمين وكفاءاتهم وقدراتهم ، ومستوياتهم التعليمية وقدراتهم .. الخ .
اما ملف التعليم العالي ، فهو الذي سيطبق قانوني التعليم العالي والجامعات الاردنية ، وهو رئيس مجلس التعليم العالي ، وهو الذي سيدير ملف البحث العلمي المتعثر ، وهو الذي سيدير بوصلة التعليم العالي لاستقطاب طلبة للدراسة بالجامعات الاردنية .
وصاحب ملف التعليم العالي القادم لابد ان يكون خارجا بامتياز من رحم مؤسسات التعليم العالي ، وان يكون صاحب خبرات وملف مفعم بالتجارب ، والمحكات والمواقف ، وان يكون اداريا ناجحا يدير مديريات التعليم العالي باقتدار ، ، وعليه ان يصوب اوضاع الجامعات ، ويخفف من حجم الموازي ، ويطبق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية كما ارادها جلالة الملك ان تكون ..
بين التعديل والتغيير الاهم حكاية جيل التعليم هو بوصلته .