خامنئي: ماكرون ساذج
شن الزعيم الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الأحد، هجوما حادا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجددا رفض التفاوض مع الولايات المتحدة.
وقال خامنئي إن الرئيس الفرنسي "إما ساذج أو متواطئ مع أمريكا"، لسعيه التوسط لعقد مباحثات بين طهران وواشنطن.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن زعيم البلاد قوله: "الرئيس الفرنسي الذي يقول إن اجتماعا سيحل المشكلات بين طهران وأمريكا إما ساذج أو متواطئ مع أمريكا".
وحاول ماكرون الترتيب لاجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، لكنه لم يفلح في مسعاه هذا.
ولفت المرشد الإيراني أيضا إلى الطريق المسدود الذي وصلت إليه الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد لقاءات ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
واعتبر ذلك دليلا على أن الولايات المتحدة ليست شريكا موثوقا به.
وأكد خامنئي أن "المنع المتكرر للتفاوض مع (الولايات المتحدة) هو أحدى الوسائل المهمة لإغلاق الطريق أمام دخولهم إلى إيران العزيزة"، بحسب ما نقل الموقع الرسمي للمرشد الإيراني.
وقال إن "هذا الأسلوب (...) يغلق طريق الاختراق أمام الأميركيين ويبرز العظمة الحقيقية لإيران واقتدارها أمام الجميع حول العالم، ويُسقط القناع عن العظمة المزيفة للطرف المقابل".
وأشار إلى أن "التفاوض مع (واشنطن) لا يؤدّي إلى أي نتيجة"، لافتا إلى أن "لا حدود لتوقعات الأميركيين، وهم يستمرون في طرح مطالب جديدة" من إيران، وفق المصدر نفسه.
"تحريف التاريخ"
وتابع مرشد الجمهورية الإيرانية أن الأميركيين "يقولون: لا تنشطوا في المنطقة وأوقفوا تطوير منظومتكم الدفاعية وتصنيع الصواريخ، وبعد تلبية هذه المطالب سيطلبون (...) ألا نشدد على قضية الحجاب الإسلامي".
ورأى أن "البعض، ومن بينهم الأميركيون، يعملون على تحريف التاريخ" عبر ربط "عداء (الولايات المتحدة) لإيران بالسيطرة على وكر التجسس"، في إشارة إلى السفارة الأميركية في طهران.
غير أن خامنئي اعتبر أن الأمر يعود إلى "انقلاب عام 1953" على حكومة رئيس الوزراء محمد مصدق والإتيان "بحكومة تابعة".
وكانت حكومة مصدق قبل الانقلاب عليها الذي خططت له واشنطن ولندن، أممت شركة النفط البريطانية-الإيرانية التي ستتحوّل في ما بعد إلى "بريتش بتروليوم".
وفي 4 تشرين الثاني 1979، بعد أقل من تسعة أشهر على الإطاحة بالشاه، اقتحم طلاب مؤيدون للثورة الإسلامية مقر السفارة الأميركية في طهران.
وكان الطلاب يطالبون الولايات المتحدة بتسليم الشاه إلى إيران ليحاكم فيها، مقابل الإفراج عن الرهائن.
ولم تنته الأزمة إلا بعد 444 يوما في أعقاب وفاة الشاه بمصر، والإفراج عن 52 رهينة كانوا في السفارة.
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن خلال تلك الأزمة، ولم تستأنف إلى اليوم.
ويتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ عدة أشهر، خصوصا بعد انسحاب واشنطن الأحادي في أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 في فيينا واتباعها سياسة "الضغوط القصوى" على الجمهورية الإسلامية التي يتهمها البيت الأبيض بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ويتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران بالسعي لحيازة قنبلة نووية، الأمر الذي تنفيه.
وكانت إيران وافقت بموجب الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في سياق مفاوضات بينها وبين مجموعة 5+1 (أعضاء مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا)، على تقليص برنامجها النووي لضمان عدم عملها على امتلاك قنبلة، وذلك في مقابل الخفض التدريجي للعقوبات المفروضة عليها.
ولكن طهران بدأت في أيار الماضي خفض التزاماتها ضمن الاتفاق ردا على إعادة العقوبات الأميركية على اقتصادها.